نهائي كأس العرب 1999 بين الأردن والعراق يتصدر تقييمات جمال الغندور لأجمل مباريات البطولة

شهد نهائي كأس العرب 1999 بين الأردن والعراق لحظة تحكيمية بارزة بحضور الحكم المخضرم جمال الغندور، الذي ألقى الضوء على تفاصيل هذه المباراة التي تصنف ضمن أنقى لحظات المنافسة في تاريخ البطولة، حيث برزت القوة والندية بين الفريقين حتى تحقيق الأردن اللقب في مشهد دراماتيكي.

تفصيلات مباراة نهائي كأس العرب 1999 بين الأردن والعراق بتوازن مثير

أوضح جمال الغندور أثناء حديثه أن المباراة شهدت توازنًا كبيرًا حتى الدقيقة 22 من الشوط الثاني، إذ كان المنتخب الأردني قد فرض سيطرة واضحة بتسجيله أربعة أهداف متتالية، ما أظهر قوة الأداء وروح الإصرار لدى لاعبي “النشامى” وأضفى إثارة على المواجهة. رغم ذلك، لم يستسلم المنتخب العراقي، بل رد على ذلك بستة دقائق ملحمية تمكن فيها من تسجيل أربعة أهداف أيضًا، مما فرض التعادل في الوقت الأصلي، ليبدأ اللعب في الأوقات الإضافية تليها ركلات الترجيح التي صدرت بأداء محكم لأنصار الأردن، مسجلة تتويجًا تاريخيًا وانتقامًا كرويًا من مباراة بامتياز.

الصراع الشرس بين منتخب الأردن والعراق في نهائي كأس العرب 1999

بيّن الغندور أن المنتخب العراقي اعتُبر من أبرز المنافسين في ذلك الوقت ومرشحًا قويًا للفوز بالبطولة، ولكن عزيمة اللاعبين الأردنيين تحولت إلى سر الانتصار، بعد مباراة مليئة بالتقلبات والاحتكاكات، حيث كان الأداء الفني مرموقًا مع توتر إعلامي وجماهيري كبير طوال أحداث اللقاء. كما أشار إلى أن ركلات الجزاء لعبت دورًا محوريًا، حيث منحه الاختيار الدقيق الفرصة لتحقيق العدالة، باحتسابه ركلتي جزاء للعراق مع عدم تذكره لأي ركلات جزاء للأردن، متابعًا قناعته بأن المهمة الأساسية للحكم تتمثل في الالتزام بتقديره المهني بكل حيادية.

جمال الغندور وتجربته التحكيمية الحافلة في كأس العرب ومواقف حاسمة

تطرق الغندور إلى مشواره الطويل في بطولة كأس العرب التي ظهر فيها كحكم في 14 نسخة، مستعرضًا تجربته الاستثنائية تلك التي تكللت بإدارة نهائي 1999 بكل جدارة، كما ذكر أكثر المباريات التي احتسب فيها ركلات جزاء خلال مواجهته لقمة الزمالك والقناة، حيث أدار أربع ركلات للزمالك وواحدة للقناة بنزاهة مطلقة، ما عزز ثقة جميع الأطراف بقراراته وأكد مبدأه المعروف “ما تراه علينك احسبه” الذي يتحكم بفلسفة تحكيم تسودها العدالة والموضوعية المطلقة.

جمال الغندور أعاد في هذه الأخيرة صورة واضحة للمنافسة الشرسة التي تميزت بها مباريات كأس العرب، حيث التحم الحماس الرياضي مع الضغوط الكبيرة على أرض الملعب، وتمخض عن ذلك الكثير من اللحظات المميزة التي تجسد تاريخ البطولة الممزوج بروح التحدي والتفاني، ليتكلل الأمر بانتصار الأردن الذي شكّل فخرًا واعتزازًا للشعب والرياضة على حد سواء، حاملاً معه ذكريات ستبقى جزءًا أساسيًا من ذاكرة عشاق الكرة العربية.