توقير كبار السن وإكرامهم يعد من القيم الإسلامية الرفيعة التي أكد عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فهو واجب على كل مسلم احترام مسنّيه وتقديم المساعدة لهم خاصة في لحظات ضعفهم واحتياجهم، وهذا ما جاء في نص خطبة الجمعة المقررة في 28 نوفمبر 2025 التي ركزت على أهمية توقير كبار السن وتعزيز مكانتهم في المجتمع.
أهمية توقير كبار السن في الإسلام وأدلته من القرآن الكريم
توقير كبار السن يحتل مكانة كبيرة في الشريعة الإسلامية، حيث يمر الإنسان بثلاث مراحل رئيسية في حياته: الطفولة، الشباب، ثم الكبر، وركز القرآن الكريم على حماية ورفق الإنسان في مرحلته الأخيرة، وهي مرحلة الكبر، كما قال تعالى: ((وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ…)) سورة الإسراء 23. وتكررت الإشارات إلى هذه المرحلة في آيات أخرى كقوله تعالى: ((وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا)) سورة النحل 70. تدل هذه الآيات على ضرورة الرحمة والصبر والإحسان إلى كبار السن وعدم الإهانة أو التجريح مهما كانت الظروف.
المنهج النبوي في توقير كبار السن وطرق إكرامهم
الرسول ﷺ أوضح مفهوم توقير كبار السن بشكل عملي واضح، حيث جاء في الحديث الصحيح: «ليسَ منَّا مَنْ لمْ يوقِّرْ كبيرَنا ويرحمْ صغيرَنا». من أبرز مظاهر توقير كبار السن في السنة تقديمهم على غيرهم في الخدمات البسيطة مثل شرب الماء، وبدء الصغار بالسلام عليهم، كما قال ﷺ: «يُسَلِّمُ الصغيرُ على الكبيرِ…». أما في الصلاة فالأفضلية لليقظ الأكبر، فقد قال: «وليؤمَّكم أكبرُكم»؛ وهذا دليل على احترام العمر والخبرة. حتى في الحرب، أمر النبي ﷺ بعدم قتل الشيوخ حفاظًا على كرامتهم. والأصحاب الكرام عبروا عن هذا التطبيق، فقد روى عن عمر رضي الله عنه أنه أمر برعاية شيخ يهودي محتاج قائلاً: “واللهِ ما أنصفناك، نأخذ منك في شبابك ثم نضيّعك في شيخوختك”.
كيفية توقير كبار السن في حياتنا اليومية وأثره على المجتمع الإسلامي
توقير كبار السن يتجلى في سلوكيات صغيرة لكنها ذات أثر كبير في تعزيز الترابط الاجتماعي والرحمة، ويشمل:
- القيام لهم في المجالس احترامًا لهم.
- عدم التزاحم عليهم في الطرقات وترك الأولوية في المواصلات.
- مساعدتهم والتخفيف عنهم في شؤون حياتهم اليومية.
- الحديث معهم بأدب ولطف وعدم استخدام كلمات توحي بالازدراء مثل “أف”.
لا يقتصر تكريم كبار السن على الدنيا فقط، بل يمتد أثره للآخرة، فقد قال النبي ﷺ: «مَن شاب شيبةً في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة». هذا التشجيع يعكس عظمة توقير كبار السن وأهمية الاعتراف بقيمتهم ومكانتهم. الحفاظ على هذا التوقير يعزز الأمن الروحي والاجتماعي ويضمن الحفاظ على مجتمع متماسك ومترابط، لذلك ينبغي أن يكون توقير كبار السن هدفًا يوميًا يعززه كل فرد ومسلم بداخله.
| تاريخ الخطبة | موضوع الخطبة |
|---|---|
| 28 نوفمبر 2025 (7 جمادى الآخرة 1447 هـ) | توقير كبار السن وإكرامهم |
