اتفاق توزيع عائدات النفط بين طرابلس وبنغازي يفتح باب الصراع السياسي في ليبيا من جديد، بعد إعلان مؤسسات طرابلس إنشاء الهيئة العليا لرئاسة ليبيا، التي قوبلت برفض حاد من بنغازي واعتُبرت الخطوة باطلة وغير دستورية؛ ما يعكس تعقيدات الاتفاق الأمريكي لتوزيع عائدات النفط وتداعياته على المشهد السياسي المتشابك في البلاد.
الصراع على توزيع عائدات النفط والتوتر بين طرابلس وبنغازي
يعد الاتفاق الأمريكي لتوزيع عائدات النفط نقطة اشتعال جديدة بين طرابلس وبنغازي، حيث تسعى طرابلس لإثبات نفسها كمركز مؤسساتي منضبط ومتماسك، في مقابل مطالبة بنغازي بحصة أكبر من العائدات النفطية، إلى جانب إطلاق دبلوماسية موازية تكثف من خلالها علاقاتها الخارجية. إعلان تأسيس الهيئة العليا لرئاسة ليبيا من طرف طرابلس أثار ردة فعل حادة من بنغازي، التي تصفه بغير الشرعي وغير الدستوري، مما يؤكد أن اتفاق توزيع عائدات النفط لم يستطع تجاوز الخلافات العميقة بين الأطراف الليبية المختلفة.
دور عائلة حفتر والتحركات الدولية وتعقيدات المشهد الليبي
شهدت جولات أبناء خليفة حفتر الخارجية بين موسكو وأنقرة وباريس توترات على النفوذ المحلي والدولي، ما يعكس الانقسام الداخلي الذي يصعب حله في ظل هذا الاتفاق الأمريكي لتوزيع عائدات النفط. تحركات عائلة حفتر تتصف بالنشاط المكثف؛ حيث التقى صدام حفتر مع وزيري الدفاع والخارجية التركيين في أنقرة، بينما جرت لقاءات بلقاسم حفتر مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، وسط توقعات بزيادة الزيارات بما فيها زيارة محتملة لخالد حفتر إلى إيطاليا. هذه التحركات تكشف أن الاتفاق الأمريكي لتوزيع عائدات النفط لا يُنهي التوتر، بل يغذيه عبر تنافس الأطراف على النفوذ والموارد.
المناطق القبلية والضغوط المحلية في ظل استمرار استقرار الدورة السياسية
على الأرض تستمر الجهود لإعادة نسج الروابط القبلية في محيط العاصمة طرابلس، حيث تشهد مناطق ترهونة وبني وليد والزنتان والزاوية اجتماعات مكثفة تهدف إلى تشكيل “طوق نفوذ” سياسي وقبلي حول طرابلس. ويبرز ذلك كمؤشر واضح على أن الاتفاق الأمريكي لتوزيع عائدات النفط لم يوقف الصراعات المحلية والتداخل بين الضغوط السياسية والقبلية التي تستمر في تقويض الوحدة الوطنية. ليبيا اليوم تعود إلى حالة الاستقرار الدائري؛ فكافة الأطراف تتناوب على الحكم، لكن خلف الأسماء والأشكال يظل الواقع السياسي معقدًا وغير مستقر، سواء في توزيع العائدات النفطية أو في إدارة الملفات الأمنية والسياسية.
- إعلان الهيئة العليا من طرابلس وأثره السياسي
- المنافسة الدبلوماسية لعائلة حفتر خارجياً
- الضغوط القبلية والسياسية حول العاصمة طرابلس
- تكرار مشهد حكومتين وعدم وجود مسار سياسي موحد
| الأطراف | تحركات بارزة |
|---|---|
| طرابلس | إنشاء الهيئة العليا، تعزيز الاستقرار المؤسسي |
| بنغازي | رفض الهيئة العليا، المطالبة بحصة أكبر من عائدات النفط |
| عائلة حفتر | جولات دولية بين موسكو وأنقرة وباريس، نشاط دبلوماسي مكثف |
| المناطق القبلية | تشكيل طوق نفوذ في محيط العاصمة |
يبقى الاتفاق الأمريكي لتوزيع عائدات النفط محط جدل بين القوى الليبية، ويحمل في طياته الكثير من التحديات التي تبرز مدى تعقيد المشهد السياسي في ليبيا، حيث يأبى توحيد الرؤى رغم مساعي البعثة الأممية، ويستمر هذا الصراع في ظل منافسات دولية وإقليمية كبيرة، وتداخل مصالح محلية وقبلية تجعل من ليبيا دولة مقسمة غير مستقرة.
