النفط يتكبد خسائر أسبوعية تفوق 3% بسبب مباحثات روسيا وأوكرانيا والتوترات الاقتصادية العالمية التي تؤثر على السوق. شهدت أسعار النفط تراجعًا حادًا بأكثر من 2% خلال تداولات الأمس، متجهة إلى أدنى مستوياتها منذ شهر، وسط ضغوط أمريكية حثيثة تدفع لتحقيق اتفاق سلام يفتح المجال أمام زيادة إمدادات النفط الروسية، إضافة إلى حالة الغموض بشأن أسعار الفائدة الأمريكية التي حدّت من رغبة المستثمرين في المخاطرة، مما دفع أسعار الخام إلى الهبوط المستمر.
انخفاض أسعار النفط وتأثير مباحثات روسيا وأوكرانيا
شهدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تراجعًا قدره 94 سنتًا، بنسبة 1.59%، لتغلق عند 58.06 دولار للبرميل، متكبدة خسائر أسبوعية بلغت 3.37%، بينما هبطت عقود خام برنت 82 سنتًا أو 1.29%، مسجلة 62.56 دولار للبرميل عند نهاية الجلسة، متراجعًا بنسبة 2.84% خلال الأسبوع؛ ما يجعل الخسائر الإجمالية لخام برنت وغرب تكساس تتجاوز 3% في هذا الأسبوع، مع اقتراب الأسعار من أدنى مستويات الإغلاق منذ أكتوبر 2023، ما يُبرز عمق التأثير الذي تتركه مباحثات روسيا وأوكرانيا على أسعار النفط اليوم.
دور مباحثات السلام بين موسكو وكييف في تراجع أسعار النفط
تتصدر مباحثات السلام بين روسيا وأوكرانيا المشهد كعامل رئيسي في تحركات أسعار النفط الحالية، حيث تعمل الولايات المتحدة على تسريع هذه المفاوضات رغم إدخال عقوبات جديدة على شركتي النفط الروسيتين “روسنفت” و”لوك أويل”. هذه العقوبات، التي دخلت حيز التنفيذ مؤخرًا، لم تمنع المحللين من توقع أن أي اتفاق سلام محتمل قد يسمح بزيادة تدفقات النفط الروسي إلى الأسواق العالمية، مما يضغط على الأسعار.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أهمية توحيد الصفوف الوطنية، وأعرب عن تمسكه بمبادئ بلاده، في ظل استمرار الحرب التي تستمر منذ ثلاث سنوات وسط جهود دولية مكثفة. وتعزز بيانات أمريكية تظهر أن روسيا هي ثاني أكبر منتج للنفط الخام بعد الولايات المتحدة في 2024، من تأثير نتائج هذه المباحثات على تدفقات الطاقة العالمية.
في هذا السياق، أشار جيم ريد من دويتشه بنك إلى أن تسارع المحادثات إلى جانب العقوبات الأمريكية على كبرى الشركات الروسية قد دعم السوق مؤقتًا؛ في حين حذر محللو بنك ANZ من أن الوصول إلى اتفاق ليس مضمونًا، خاصة بعد رفض كييف عدة مطالب روسية.
تأثير ارتفاع الدولار والعقوبات على سوق النفط العالمي
يلعب ارتفاع الدولار الأمريكي دورًا مكملًا في الضغط على أسعار النفط، حيث يجعل ارتفاع قيمة الدولار السلع المقومة به، كالنفط، أكثر تكلفة للعملات الأخرى، مما يحد من الطلب العالمي. وقد بلغ مؤشر الدولار أعلى مستوياته في ستة أشهر خلال تعاملات أمس، مما يعمّق الإحجام عن شراء الخام.
بالإضافة إلى ذلك، تمنح العقوبات الحالية لشركة “لوك أويل” مهلة حتى 13 ديسمبر للتخلص من ممتلكاتها الدولية الكبيرة قبل توسيع نطاق العقوبات، مما يعكس التحديات التي تواجه المصافي والأسواق.
| نوع الخام | سعر الإغلاق (دولار/برميل) | التغير الأسبوعي (%) |
|---|---|---|
| خام غرب تكساس الوسيط | 58.06 | -3.37 |
| خام برنت | 62.56 | -2.84 |
- تسارع مباحثات السلام الروسية الأوكرانية تحت ضغط أمريكي
- العقوبات على شركات النفط الروسية وتأثيرها على العرض
- ارتفاع الدولار وأثره في تراجع الأسعار العالمية للنفط
