الإعلامي مصطفى بكري وتجاذبات مواقفه السياسية في المشهد المصري
يُعد الإعلامي مصطفى بكري أحد أبرز الشخصيات الإعلامية التي عرفت بتغير مواقفها السياسية المتكررة، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن طبيعة هذا الإعلام ومدى صدقيته في التعبير عن القناعات، خاصة أن ممارساته تعكس تناقضات واضحة في خطاباته حسب تغير الجهات الحاكمة والمصالح السياسية المُرتبطة بها.
تغييرات مواقف مصطفى بكري عبر العصور السياسية في مصر
في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، كان بكري من المدافعين بقوة عن النظام الحاكم، يمجد السلطة بشكل واضح ويقدم التبريرات التي تعزز شرعيتها، لكنه سرعان ما غيّر نبرة خطابه وانتقل إلى النقد الحاد بمجرد سقوط النظام، ليتخذ موقفًا معاكسًا تمامًا. وفي مرحلة ما بعد الثورة، تبنى بكري خطابًا مؤيدًا للسلطة الجديدة، لكنه لم يلبث أن عدّل مواقفه تبعًا للتغيرات السياسية المتتالية، حتى وصل إلى وضعه الحالي في الحكم الراهن حيث يصور كل القرارات الحكومية باعتبارها حماية للدولة وتثبيت لاستقرارها. هذا التبدّل المستمر دفع علاء مبارك للقول صراحة بأن “مصطفى بكري لا يثبت على موقف… يتقلب دائمًا حسب مصلحته”، فيما يرد بكري متهمًا علاء بمحاولة إعادة الدولة السابقة وإثارة الفوضى عبر تصريحاته.
توازن المواقف الإعلامية وضرورة الثبات على المبدأ في ظل متغيرات السلطة
يرى الكثير من المراقبين أن المشكلة ليست محصورة في شخص مصطفى بكري فقط، بل تتعداها إلى واقع إعلامي أضحى يرتدي وجوهاً متعددة ويصنع سياقاته حسب الطلب، مما يؤدي إلى تزييف الوعي الجماهيري وتقديم روايات متناقضة تتغير بتغير الحاكم، وهو أمر محرّم شرعًا ويخالف قيم العدل والصدق التي نص عليها القرآن الكريم والسنة النبوية. فقد قرن الإسلام بين الحق والباطل، وحذر من التلون في المواقف، وجاءت أحاديث النبي محمد ﷺ وأقوال الصحابة مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتؤكد أهمية الصدق والنصح وعدم الخداع. في هذا السياق، يُصبح الإعلام الحقيقي ضمانة لثبات الكلمة ونقاء الموقف، بعكس الإعلام الذي يبيع مواقفه وينحاز لمصالح السلطة، مما يفقده مصداقيته ويظهر تناقضاته أمام الجمهور.
| العهد | الموقف | النتيجة |
|---|---|---|
| عهد مبارك | تمجيد السلطة والدفاع عنها | انقلاب نقدي بعد السقوط |
| فترة ما بعد الثورة | تحالف مع السلطة الجديدة ثم تغير الخطاب | تذبذب مستمر في المواقف |
| الحكم الحالي | تمجيد غير محدود وتبرير القرارات | اتهامات بالتلون والمصلحة الشخصية |
