اتحاد أمريكا الجنوبية يدرس إطلاق دوري أمم جديد لتحديد المتأهلين لكأس العالم 2030 يمثل خطوة استراتيجية لإعادة هيكلة تصفيات القارة وضمان مردود مالي وتسويقي يعود بالنفع على الاتحادات المحلية. هذا الدوري الجديد، المستوحى من دوري الأمم، يهدف إلى خلق منافسة أكثر جذبًا، مع منح فرص تأهل واضحة ومغرية لمونديال 2030.
الاتحاد الجنوب أمريكي يُجهز دوري أمم جديد لتحديد المتأهلين لكأس العالم 2030
يدرس اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم، الكونميبول، إطلاق بطولة جديدة تشبه دوري الأمم، تُستخدم كتصفيات لكأس العالم 2030؛ حيث يسعى النظام الجديد إلى توفير كأس وجوائز مالية تحفز المنتخبات على المنافسة، إلى جانب إعادة هيكلة نظام التصفيات الحالي الذي يضم تسع مباريات لكل منتخب على أرضه، وهو العنصر الأساسي الذي يدعم حقوق البث ويزيد من إيرادات الاتحادات. وفقًا لتقرير صحيفة “جلوبو سبورت”، ستشارك في البطولة ثلاثة منتخبات من أمريكا الجنوبية تم تأهيلها مسبقًا إلى مونديال 2030، وهم الأرجنتين، باراجواي، وأوروغواي، التي ستستضيف مباريات الافتتاح، قبل استكمال المنافسة في إسبانيا والمغرب والبرتغال. يبرز التحدي الأساسي للكونميبول في ضمان بقاء نظام التصفيات قريبًا من الصيغة الحالية، وخلق حوافز مالية كافية تشجع المنتخبات المؤهلة مسبقًا على المشاركة بجدية تنافسية رغم ضمان مقاعدها.
نموذج دوري الأمم كأساس لإعادة هيكلة تصفيات أمريكا الجنوبية لكأس العالم 2030
واحدة من المقترحات التي يناقشها اتحاد أمريكا الجنوبية هي تكرار نموذج التصفيات الخاص بكأس العالم للسيدات 2027، التي أقيمت على شكل دوري أمم بمشاركة تسعة منتخبات (باستثناء الدولة المستضيفة) في ثماني مباريات لكل منتخب، حيث تأهل الأول والثاني مباشرة، فيما خاض الثالث والرابع ملحقًا عالميًا. لكن النظام الجديد لتصفيات الرجال سيشمل حجمًا أكبر، مع اعتماد نظام الدوري من دورين (ذهاب وإياب) بين جميع المنتخبات، إضافة إلى منافسة خاصة على اللقب وجوائز مالية محفزة، مما يعزز عنصر المنافسة والجدية بين الفرق المشاركة. من المتوقع أن تحافظ أمريكا الجنوبية على حصتها المقررة من المقاعد لكأس العالم 2030، والتي تتضمن 6 مقاعد مباشرة ومقعدًا واحدًا للملحق القاري، مع ضمان احتساب نصف هذه المقاعد مسبقًا للأرجنتين وباراجواي وأوروغواي باعتبارهم مستضيفي البطولة.
التحديات والحوافز المالية في دوري أمم أمريكا الجنوبية لتحديد المتأهلين لكأس العالم 2030
تحرص اتحادات أمريكا الجنوبية على عدم تقليص عدد مباريات التصفيات نظرًا للطلب المرتفع من القنوات المحلية على حقوق بث المباريات المقامة على الأراضي الوطنية، وهو ما كان أحد الأسباب الرئيسية في فشل تغييرات النظام رغم توسيع كأس العالم إلى 48 منتخبًا. لذلك، تعتمد خطة الدوري الجديد على توفير حوافز مالية وجوائز مبتكرة لجذب المشاركات القوية من المنتخبات التي حصلت مسبقًا على مقاعد مؤهلة، مما يضمن منافسة مستمرة ومستوى فني مرتفع. ومن بين الخطوات التي قد يشملها النظام:
- تخصيص جوائز مالية محفزة للفريق الفائز والمنتخبات المشاركة
- اعتماد نظام مباريات ذهاب وإياب لزيادة اللقاءات على الأراضي الوطنية
- توفير مكافآت مالية خاصة للمنتخبات التي تتأهل عبر المنافسة الجديدة
وتتجه الأنظار الآن إلى صدور القرار النهائي بعد كأس العالم 2026 الذي سيُقام في كندا والولايات المتحدة والمكسيك، وسط استمرار المناقشات مع الفيفا بشأن زيادة عدد مقاعد أمريكا الجنوبية في مونديال 2030 إلى 64 منتخبًا، وهو اقتراح يواجه حتى الآن رفضًا كبيرًا من الجهات الدولية. يبقى الدوري الجديد خطوة جريئة من الكونميبول تهدف إلى تحديث منظومة التصفيات، وتحقيق توازن بين المنافسة والجانب التجاري، بما يخدم تطلعات الكرة الجنوب أمريكية في المحافل العالمية.
