الذكاء الاصطناعي والدماغ: كيف يساهم الاعتماد الزائد في تراجع الوظائف الذهنية؟

الذكاء الاصطناعي أصبح يلعب دورًا بارزًا في ظاهرة «تعفّن الدماغ» التي تعكس تراجع القدرات الذهنية والمعرفية لدى الأفراد، إذ لم تعد المخاوف المتعلقة بتأثير التكنولوجيا على التفكير مجرد افتراضات كما كانت في عام 2008، حينما نشرت مجلة «ذا أتلانتيك» مقالًا بعنوان «هل يجعلنا غوغل أغبياء؟» التي استبعدت حينها صحة تلك المخاوف، بل مع التوسع الهائل في استخدام الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي، باتت هذه المخاوف واقعية، ولا سيما مع تراجع مستويات القراءة والفهم لدى الأطفال والمراهقين الأميركيين عقب جائحة كوفيد-19، وما صاحبها من زيادة كبيرة في وقت الشاشة.

كيف يسهم الذكاء الاصطناعي في تعفّن الدماغ وتأثيره على القدرات الذهنية؟

يُعاد تعريف أساليب التعليم والتعلم مع انتشار الذكاء الاصطناعي، ليصبح الاعتماد المفرط عليه سببًا رئيسيًا في تعفّن الدماغ؛ إذ يقلل من قدرة الأفراد على التفكير النقدي، وحل المشكلات بشكل ذاتي. التكنولوجيا الذكية توفر طرقًا مختصرة للوصول إلى المعلومات، لكنها في الوقت نفسه تخفض عملية الاستيعاب والعمق الفكري، خصوصًا عند الأطفال والمراهقين الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في إنجاز المهام بدلاً من المجهود الذهني المباشر؛ مما يؤدي إلى تراجع مهارات الفهم والتحليل لديهم.

تأثير الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل على القراءة والفهم بعد جائحة كوفيد-19

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الذكاء الاصطناعي، جنبًا إلى جنب مع تصاعد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أدى إلى انخفاض حاد في مستويات القراءة والفهم لدى الأطفال والمراهقين الأميركيين، خاصة بعد جائحة كوفيد-19 التي فرضت عليهم البقاء لفترات طويلة أمام الشاشات. هذا التغير الهوائي في نمط التعلم والترفيه تسبب في ضعف التركيز والذاكرة، وأسهم في تفاقم ظاهرة تعفّن الدماغ، التي تتجلى في صعوبة استيعاب النصوص الطويلة والتفكير العميق.

عوامل أساسية تعزز من حدة تعفّن الدماغ في ظل الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي

تتداخل عدة عوامل لتعزيز تأثير الذكاء الاصطناعي في تعفّن الدماغ، ومنها:

  • زيادة وقت الشاشة بشكل مفرط، مما يقلل الوقت المخصص للقراءة والتفكير.
  • الاعتماد المتزايد على إجابات الذكاء الاصطناعي السريعة بدلًا من البحث والتحليل الشخصي.
  • تدني جودة المحتوى المعلوماتي على منصات التواصل الاجتماعي، مما يُضعف عمق الفهم.
  • غياب التوعية والتركيز على مهارات التفكير النقدي في المناهج التعليمية الحديثة.
العامل تأثيره على تعفّن الدماغ
وقت الشاشة يقلل التركيز ويزيد من التشتت الذهني
اعتماد الذكاء الاصطناعي يخفض مهارات التفكير والاستنتاج
محتوى وسائل التواصل يؤدي إلى سطحيّة الفهم وعدم التعمق

في ظل هذا الواقع، يصبح من الضروري إعادة النظر في الأساليب التعليمية والتربوية لجعل الذكاء الاصطناعي أداة داعمة، لا بديلًا عن التفكير الذاتي، مع تعزيز برامج تشجيع القراءة والفهم النقدي، خاصة بين الشباب، للتقليل من تأثيرات تعفّن الدماغ المتزايدة في العصر الرقمي الحالي.