انطلاق موسم زراعة القمح في مصر، هل اقتربنا من الاكتفاء الذاتي من القمح؟ يشهد هذا الموسم زيادة ملحوظة في المساحات المزروعة، حيث تستمر الزراعة حتى منتصف ديسمبر، وسط توقعات بأن تسهم هذه الخطوة في تقليل الاعتماد على الاستيراد وتحقيق الاكتفاء الذاتي منه.
زيادة المساحات المزروعة بالقمح وأثرها على الإنتاج المحلي
موسم زراعة القمح يشهد هذا العام توسعًا غير مسبوق بمصر، حيث أعلن نقيب الفلاحين حسين أبو صدام عن زيادة المساحات المزروعة لتصل إلى 3.5 مليون فدان بدلًا من 3.1 مليون فدان في الموسم الماضي، أي بزيادة تقدر بحوالي 400 ألف فدان. ويرجع ذلك إلى السعر المجزي الذي حددته الحكومة لتوريد الأردب، والذي بلغ 2350 جنيهًا للأردب وزن 150 كيلو جرام وبدرجة نقاء 23.5، مقابل 2200 جنيهًا الموسم السابق. وتعتبر هذه الزيادة حافزًا كبيرًا للفلاحين على التوسع في الزراعة، كما أكد أبو صدام أن زيادة السعر لن تؤثر على سعر رغيف العيش المدعم، حيث تتحمل الدولة فرق السعر لضمان استمرارية الدعم للمواطنين.
هل تحقق مصر الاكتفاء الذاتي من القمح؟
تشير بيانات نقيب الفلاحين إلى أن مصر تحقق حاليًا حوالي 50% اكتفاء ذاتيًا من القمح، من خلال إنتاج محلي يبلغ نحو 10 ملايين طن سنويًا، بينما تستورد حوالي 10 ملايين طن لتلبية احتياجات الاستهلاك المحلي الذي يصل إلى 20 مليون طن. وتتنوع مصادر استيراد القمح بين روسيا وأوكرانيا، اللتين تمثلان المصدرين الرئيسيين، مع تنويع صادرات مصر من القمح إلى دول أخرى كفرنسا ورومانيا. ويسهم تقليص مساحات زراعة البنجر في المواسم الحالية في توفير مزيد من الأراضي لزراعة القمح، ما يعزز الأمن الغذائي الوطني ويقلل الاعتماد على الاستيراد.
تراجع واردات القمح واستراتيجيات التنويع في مصر
شهدت مصر انخفاضًا ملحوظًا في واردات القمح خلال النصف الأول من عام 2025، حيث سجلت نحو 5.2 مليون طن مقارنة بـ6.8 مليون طن الفترة نفسها من العام الماضي، بانخفاض يقارب 25%، وفقًا لتقارير “الشرق بلومبرج”. مصر تعد من أكبر مستوردي القمح عالميًا، وتحرص على مراقبة مشترياتها عن كثب لما له من تأثير مباشر على الأسواق العالمية. عادةً تستورد مصر حوالي 12 مليون طن سنويًا لتلبية احتياجات القطاعين الحكومي والخاص. وتأتي روسيا في مقدمة الدول الموردة بنحو 62% من إجمالي واردات القمح خلال النصف الأول من 2025، بكمية تجاوزت 3.2 مليون طن.
- زيادة مساحة زراعة القمح إلى 3.5 مليون فدان.
- سعر توريد الأردب 2350 جنيهًا مع دعم الدولة لسعر الخبز.
- إنتاج محلي يغطي 50% من استهلاك القمح.
- تنويع مصادر الاستيراد بين روسيا، أوكرانيا، فرنسا ورومانيا.
- انخفاض واردات القمح بنسبة 25% في النصف الأول من 2025.
| العام | مساحة زراعة القمح (مليون فدان) | سعر توريد الأردب (جنيه) |
|---|---|---|
| الموسم الماضي | 3.1 | 2200 |
| الموسم الحالي | 3.5 | 2350 |
تطلعات مصر في مجال زراعة القمح تضمنت زيادة مستمرة في المساحات وتعزيز الإنتاج لتقليل استيراد القمح، مع الحفاظ على دعم المواطنين بسعر رغيف العيش، والاهتمام بتنويع مصادر الاستيراد لمواجهة أي اضطرابات في السوق العالمي، مما يشير إلى خطوات جادة نحو تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من القمح خلال السنوات المقبلة.
