ظهور “حزام أوريون” فوق الأهرامات خلال افتتاح المتحف المصري الكبير أثار نقاشًا جديدًا حول علاقة الأهرامات بنجوم السماء، مستندًا إلى نظرية عمرها أكثر من ثلاثين عامًا تثير جدلاً علميًا واسعًا
الجدل العلمي المستنفذ حول علاقة الأهرامات بحزام أوريون
شهد افتتاح المتحف المصري الكبير عرضًا فنيًا مذهلًا، حيث أضاءت أنماط نجوم حزام أوريون فوق أهرامات الجيزة بشكل درامي، مما جذب الأنظار وأشعل نقاشًا حادًا بين الباحثين في علم المصريات وعشاق الفلك؛ فقد أعاد هذا المشهد إلى الواجهة فرضية المهندس روبرت بوفال التي تربط تصميم الأهرامات بترتيب نجوم حزام أوريون في السماء، وهي فكرة تستند إلى ما يزيد عن ثلاثين عامًا من البحث والجدل.
رحلة البحث عن سر الأهرامات عبر نظرية المهندس بوفال
يعود أصل القصة إلى عام 1983، عندما زار المهندس البلجيكي المصري روبرت بوفال المتحف المصري بالقاهرة، ولاحظ أن الأهرامات الثلاثة تتخذ ترتيبًا خاصًا، لا سيما أن هرم منكاورع أصغر مقارنة بالآخرين ويميل قليلاً نحو الجنوب، وهو ما لم يرد تفسيره في مصادر علم المصريات التقليدية؛ هذا الاكتشاف دفع بوفال لمواصلة البحث لفهم سر هذا التماثل الغريب.
تشابُه الأهرامات مع نجوم حزام أوريون وتفسير نهر النيل كمجرة درب التبانة
استمر بوفال في دراسة هذا الأمر لسنوات، حتى اقتنع بأن ترتيب الأهرامات الثلاثة يعكس تمامًا ترتيب نجوم حزام أوريون في السماء، مع توافق واضح في زوايا الميل، إضافة إلى تصور نهر النيل كتمثيل للمجرة التي تحيط بهذه النجوم؛ فبناءً على هذه الفكرة، اعتبر أن الأهرامات ليست مجرد بنايات أثرية فحسب، بل كانت تجسيدًا فلكيًا دقيقًا بُني على معرفة متقدمة بالكون عند المصريين القدماء.
كتاب “لغز حزام أوريون” وصدى النظرية في الوسط العلمي
بعد بحثٍ طويل دام أحد عشر عامًا، أطلق بوفال كتابه المعروف “لغز حزام أوريون” الذي أثار ضجة كبيرة عند صدوره، حيث أوضح فيه تطابق أحجام الأهرامات مع لمعان نجوم حزام أوريون، مؤكّدًا أن التصميم لم يكن صدفة عشوائية بل نتج عن فهم علمي متقدم للفلك في الحضارة المصرية القديمة؛ وقد لقي هذا الطرح دعمًا من علماء بارزين مثل إدواردز رئيس قسم المصريات في المتحف البريطاني سابقًا، بالإضافة إلى خبراء فلك أكدوا تطابق المواقع السماوية مع الأهرامات، فيما تناولت جامعات طنطا والفيوم الفكرة ضمن أبحاث أكاديمية حديثة.
الخلافات المحيطة بنظرية بوفال داخل مدرسة علم المصريات التقليدية
مع التصريحات الداعمة تبرز بالمقابل معارضة قوية من المدرسة الكلاسيكية في علم المصريات، التي ترى في الأهرامات رموزًا دينية شمسية مرتبطة بالإله رع، وتعكس مسار الملك في رحلته إلى الشمس في الغرب وليس ارتباطًا فلكيًا مباشرًا مع نجوم السماء؛ ومن ثمَّ فإن تبني فرضية بوفال يفرض إعادة النظر في العديد من المواضع الثابتة حول ديانة الدولة القديمة وتصميم الأهرامات، مما يجعل الجدل حول هذه النظرية ذا طابع حساس وعميق على الصعيد الأكاديمي.
عودة النظرية إلى الضوء مع بروز حزام أوريون في احتفال المتحف الكبير
ظهور تأثيرات حزام أوريون في افتتاح المتحف المصري الكبير أعاد فرضية بوفال إلى دائرة الاهتمام من جديد، حيث اختلفت التفسيرات بين من اعتبر العرض مجرد استعراض فني جذاب، وبين أنصار النظرية الذين رأوا ذلك كإشارة ضمنية إلى أن فكرة الترابط بين الأهرامات ونجوم السماء بدأت تجد طريقًا إلى القبول ولو بشكل تدريجي؛ مما يعيد إحياء نقاشات قديمة أضاف لها هذا الحدث بعدًا جديدًا.
النزاع القديم بين رمزية الشمس والسماء في تفسير الأهرامات
بات واضحًا أن العلاقة بين الأهرامات وعناصر الفلك تلعب دورًا مركزيًا في النقاشات الموازية بين من يفترض ارتباط الأهرامات بالإشارات الشمسية الدينية، وبين من يراها انعكاسًا حيًا وتعليمة فلكية مرتبطة بنجوم السماء كالينابيع التي تتجدد عبر الزمن؛ فبعد أن كان المشهد احتفاليًا قصير الأمد، صار الآن رمزًا جريئًا للحوار الفكري الذي يستمر بين الاتجاهين.
| العنصر | الفرضية الفلكية (بوفال) | المدرسة الكلاسيكية (المدرسة التقليدية) |
|---|---|---|
| ترتيب الأهرامات | مطابق لترتيب نجوم حزام أوريون | تصميم لأغراض دينية وشمسية |
| حجم الأهرامات | ملائم لمعان النجوم المتناسبة | تفاوت الحجم يعود لأسباب بناء وتاريخية |
| رؤية نهر النيل | يمثل مجرة درب التبانة | يعتبر حدودًا جغرافية وعناصر بيئية |
| الدلالة الرمزية | تعليمات فلكية متقدمة | رموز دينية متعلقة بالإله رع والملك |
