عالم الآثار زاهي حواس يكشف أهم دليل يوضح من بنى الأهرامات

الأدلة الحاسمة حول من بنى الأهرامات تكشف لنا سرًا أثريًا مدهشًا يدحض نظريات قديمة، وخاصة تلك التي تزعم بأن الكائنات الفضائية أو حضارة غامضة هي من أنشأ الأهرامات وليس الفراعنة. عالم الآثار المصري زاهي حواس يسلط الضوء على الأدلة الثابتة التي تثبت أن الفراعنة هم بناة الأهرامات الحقيقيون، مستندًا إلى اكتشافات أثرية ذات قيمة تاريخية لا تُقدّر.

لماذا الفراعنة هم من بنى الأهرامات؟ الأدلة الأثرية والنقوش التاريخية

عندما يتساءل الكثيرون عن من بنى الأهرامات، تتبادر إلى الأذهان نظريات مختلفة، منها ما يشكك في قدرة الفراعنة على تنفيذ هذه الأعجوبة الهندسية، ويفضل نسبتها إلى كائنات فضائية أو حضارات مجهولة. لكن زاهي حواس يوضح أنه لو كانت هذه الفرضيات صحيحة، لكان لابد من وجود أدلة مادية أو أثر أثري يؤكد ذلك، وهو ما لم يُعثر عليه مطلقًا. فكل الأدلة المكتشفة تدعم بشكل قاطع أن الفراعنة هم من قاموا ببنائها، وأولها مقابر العمال التي احتُفظت بألقابهم وتفاصيل أدوارهم في عملية البناء، مكتوبة بالهيروغليفية.

تتواجد هذه المقابر غرب الهرم، وتحوي نقوشًا تؤرخ أسماء وحكايات العمال المشاركين في أعمال البناء، إضافة إلى الجبانة الشرقية التي تضم زوجات وأبناء الملك خوفو، مما يؤكد الدور المصري الأصيل في إنشاء الأهرامات.

بردية ميرر: الدليل المكتوب على بناء الأهرامات بأيدي الفراعنة

من بين أهم الأدلة التي تدحض مزاعم بناء الأهرامات من قِبل مخلوقات فضائية، بردية “ميرر” التي كشف عنها العالم الفرنسي بيير تاليت مؤخرًا. هذه البردية تفصح عن تفاصيل دقيقة لأعمال بناء الهرم، حيث كتب ميرر، رئيس العمال الذي أشرف على فريق مكون من 40 عاملًا، أنه كان يعمل لصالح الملك خوفو، وكان مسئولًا عن نقل الأحجار من المحاجر عبر الترع ووضعها على المراكب التي توجه إلى موقع الهرم.

كما تحدث ميرر عن رحلة عمل قام بها إلى سيناء، التي أنشأ فيها خوفو عاصمة، مشيرًا إلى رئيسه المباشر “ددي”. هذا النص البردي يشكل توثيقًا مباشرًا لأحداث البناء، ما يعزز القناعة بأن الفراعنة كانوا صاحبي الطموح والجهود المبذولة في إنجاز هذه المعجزة.

اكتشافات مقابر ددي وميرر: شهادات أثرية على من بنى الأهرامات

خلال الحفائر التي أجراها زاهي حواس في منطقة غرب هرم خوفو، تم اكتشاف عدد من المقابر التي تتضمن بقايا العمال والعاملين في بناء الهرم. ومن بين هذه المقابر، برزت مقبرة صغيرة تخص ددي، الذي ذُكر اسمه مع ميرر في بردية البناء. نشر حواس هذه المقبرة ليصبح ددي من أكثر الشخصيات المعروفة في تاريخ بناء الأهرام، حيث يمثل دليلاً أثريًا إضافيًا يربط بين النصوص المكتوبة والواقع الأثري.

هذه الشهادات المكتوبة والمقابر المدونة لا تترك مجالًا للشك في من بنى الأهرامات، خصوصًا حين نأخذ في الاعتبار:

  • وجود نقوش هيروغليفية تفصيلية عن الأدوار الفردية للعمال
  • المقابر التي تحوي أسماء وظروف العاملين فوق مقربة من الأهرامات
  • النصوص المكتوبة في البرديات كالتي كتبها ميرر والتي تؤرخ للعمليات اليومية والبنائية
  • العلاقة الواضحة بين عناصر الإدارة والتنفيذ لدى الفراعنة

هذه الأدلة مجتمعة تشكل لوحة أثرية متكاملة توضّح قدرة وإبداع الفراعنة في بناء الأهرامات، مما يجعل التسليم بسيناريو بناء الأهرامات بواسطة الكائنات الفضائية أمرًا غير معقول نهائيًا.

هل من الممكن تجاهل عشرات الأدلة التي تؤكد أن الفراعنة هم من بنى الأهرامات؟ هذه التساؤلات التي يطرحها زاهي حواس في مقابل كل من يشكك في حقيقة بناء الأهرامات، تدفع بنا إلى إعادة النظر بموضوعية في أدلة التاريخ المصري القديم، وتؤكد أن الفراعنة هم أصحاب اليد الطولى في صنع أعظم الأهرامات.