أم روبوتية في الصين تثير جدلاً واسعًا حول حدود التكنولوجيا وتأثيرها على الأسرة

أحدث الإعلان عن تطوير روبوت قادر على الحمل والولادة في الصين جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أثار مشروع الروبوت هذا الكثير من النقاش حول التحديات العلمية والأخلاقية التي ترافقه. يرى البعض في هذا الابتكار طبيعة جديدة تساعد النساء على تفادي مشقة الحمل والولادة، بينما يعتقد آخرون أن فصل الطفل عن الأم جسديًا وعاطفيًا منذ اللحظة الأولى قد ينعكس سلبًا على نمو الطفل النفسي والعاطفي.

التحديات الأخلاقية حول روبوت قادر على الحمل والولادة وتأثيره على الحنان الأمومي

تواجه فكرة روبوت قادر على الحمل والولادة انتقادات قوية من كثيرين يعتبرون أن الحمل الطبيعي ضروري لنمو الجنين العاطفي بصورة سليمة، ويخشون أن تؤدي هذه التقنية إلى حرمان الطفل من الحنان الأمومي الأساسي. أثيرت أيضًا تساؤلات حول مصدر البويضات المستخدمة في التجربة، مما يفتح باب المخاوف المتعلقة باستغلال النساء أو المتاجرة بأجسادهن أثناء تنفيذ هذا النوع من المشاريع، مما يزيد من حجم النقاش حول الأبعاد الإنسانية والقانونية لهذه التقنية.

دور روبوت قادر على الحمل والولادة كحل مبتكر للأسر التي تواجه العقم

من جانب آخر، يدعم فريق من المتابعين استخدام الروبوت القادر على الحمل والولادة، مؤكدين أنه يمثل بصيص أمل جديد للأسر التي تعاني من العقم، خصوصًا الأشخاص الذين لم يحالفهم الحظ في الحمل الطبيعى أو اللجوء إلى التلقيح الصناعي. ويُعزز هذا المشروع نتائج الأبحاث السابقة التي طورت رحمًا اصطناعيًا للحفاظ على أجنة الحملان داخل كيس بيولوجي مزود بسائل أمنيوني ومغذيات، ما يشير إلى الإمكانيات الكبيرة التي يمكن أن تمنحها التقنية لعلاج مشاكل الإنجاب.

الجدل النسوي حول أثر الروبوت القادر على الحمل والولادة على مستقبل المرأة والأمومة

يُعد الجدل الأخلاقي حاضراً بقوة، إذ عارضت الحركات النسوية هذه التقنيات منذ السبعينيات، معتبرةً أن استغناء الرجل عن المرأة في الحمل قد يقوض مكانتها الاجتماعية والبيولوجية. وأشارت الناشطة أندريا دوركين إلى مخاوف من أن تصبح المرأة غير ضرورية إذا تمكن الحمل من الحدوث خارج جسمها. في المقابل، أظهرت دراسة أُجريت عام 2022 استعدادًا متزايدًا لدى الشباب لتقبل فكرة الحمل خارج الجسم، إذ كشف استطلاع رأي أن 42% من الأشخاص بين 18 و24 عامًا يؤيدون نمو الجنين خارج رحم المرأة، مما يعكس تحوّلًا بطيئًا في تصور الأدوار الأمومية مع تقدم التكنولوجيا.

الفئة العمريةنسبة تأييد الحمل خارج الجسم
18-24 عامًا42%
25-34 عامًا35%
35-44 عامًا28%

على الرغم من التقدم التقني الهائل الذي يميز هذه الفترة، يبقى الطريق معبأ بأسئلة أخلاقية معقدة تتعلق بالكرامة الإنسانية والقيم الأسرية وحقوق الجنين، ما يجعل تقبل فكرة الولادة الآلية رهينًا بمدى استطاعتنا الإجابة على هذه التحديات بشكل يوازن بين التطور والإنسانية.