تحوّل مجدي يعقوب إلى رمز فرعوني في افتتاح المتحف المصري عبر تقنية الذكاء الاصطناعي

برز اسم مجدي يعقوب بقوة خلال افتتاح المتحف المصري الكبير، فقد تحول إلى أيقونة فرعونية مميزة بفضل ابتكار الذكاء الاصطناعي الذي صمّم صورة له بالزي الملكي الفرعوني، مما عزز مكانته كرمز يجمع بين الإنجاز الطبي والعبق التاريخي. يُعد مجدي يعقوب نموذجًا يُحتذى به في تفاني الطب والإنسانية، ويمثل تجسيدًا حقيقيًا لـ«ملك القلوب» في الذاكرة المصرية والعالمية.

كيف اكتسب مجدي يعقوب مكانة مميزة في الوسط الطبي والإنساني؟

حظي مجدي يعقوب بمكانة متميزة لم تأتِ من عبقريته الطبية فقط، بل من مشاعر التقدير العميقة التي يكنها له الجميع بسبب تفانيه اللافت في مساعدة البشر دون أي تفرقة، فهو الطبيب الذي دمج بين العلم والرحمة؛ ليزرع الأمل في قلوب المرضى الذين استعادت صحتهم بفضل مهارته الرفيعة وابتسامته الدافئة. تنتقل قصص إنسانيته من جيل إلى آخر، ويشعر الجميع وكأنهم يعرفونه شخصيًا، فالذكرى البعيدة لاسمه تشع دفئًا وحنانًا يفوق كل الجوائز التي نالها طوال حياته.

اللقاء المؤثر بين مجدي يعقوب والرئيس جمال عبدالناصر

شهد عام 1957 نقطة تحول كبيرة في مسيرة مجدي يعقوب الشاب، حين التقى بالرئيس جمال عبدالناصر الذي كرّمه بشهادة تقدير بعد تخرجه من كلية الطب بجامعة القاهرة، إذ مثل هذا اللقاء أكثر من مجرد تكريم؛ بل كان بداية مرحلة مليئة بالإلهام والحلم، بين رئيس يسعى لنهوض وطن، وطبيب طموح يسعى لتطوير الطب في مصر. وقد وثقت هذه القصة في كتاب «مذكرات مجدي يعقوب.. جراح خارج السرب» الذي سجل رحلته الحافلة بالعطاء والابتكار.

مسيرة مجدي يعقوب من قصر العيني إلى العالمية في جراحة القلب

بعد تخرجه، بدأ مجدي يعقوب مسيرته كجراح عام في مستشفى قصر العيني الجامعي، حيث قضى ثلاث سنوات مليئة بالعمل الدؤوب وتعلم تقنيات الجراحة الدقيقة، مقيماً أحيانًا داخل المستشفى لأيام متواصلة. كان يرى متعته في العمل الشاق، إذ تدرّج من مساعدة الجراحات إلى إجرائها بنفسه، مؤكداً أن تلك التجربة كانت حجر الأساس لمسيرته المهنية التي جعلته لاحقًا من أبرز الجراحين عالميًا. كما لعب أستاذه الروسي «جليب فاسيليفيتش فون آنريب» دورًا محوريًا في تشكيل فكره المهني، فزرع فيه حب البحث والاجتهاد وروح الخدمة الإنسانية، وهي المبادئ التي تحولت إلى شعار حياته “العلم في خدمة الإنسان”.

قرار مجدي يعقوب بالسفر إلى بريطانيا جاء بعد فقدانه والده الذي أصيب بأزمة قلبية وفشل كلوي، وهي تجربة أثرت في نظرته للحياة، وعزّزت رغبته في تطوير مهاراته لخدمة المرضى في كل مكان. رغم معارضة والده للسفر، اختار مجدي أن يطوّر نفسه خارج مصر، وبدأ رحلته في المراكز الطبية الكبرى بلندن قبل أن يؤسس مؤسسته الإنسانية في أسوان، مشرعًا أبواب العلاج المجاني للأطفال من مصر والعالم العربي وأفريقيا.

المرحلةالوصفالفترة
التخرج والتكريمتخرج من كلية الطب وتم تكريمه من الرئيس عبدالناصر1957
مستشفى قصر العينيعمل كجراح عام وصقل مهاراته الجراحيةثلاث سنوات بعد التخرج
السفر إلى بريطانياتطوير مهارات جراحة القلب والبدء بالمسيرة العالميةبعد وفاة والده في 1959
تأسيس مؤسسة أسوانعلاج مجاني للأطفال المصريين والعرب والأفارقةمرحلة متقدمة في مسيرته المهنية

يبقى مجدي يعقوب بالنسبة لمصر والعالم رمزًا متجددًا للرحمة والعلم، وهو الطبيب الذي حافظ على تواضعه رغم الشهرة، ليبرهن أن الإنسانية يمكن أن تصنع فرقًا حقيقيًا في حياة الملايين، ولم يكن تكريمه في المتحف المصري الكبير إلا تعبيرًا عن احترام العالم لقيمة العطاء الذي لن يتوقف.