المتحف المصري الكبير في الجيزة يفتح أبوابه بحضور الرئيس السيسي وزعماء عالميين

افتتاح المتحف المصري الكبير بالجيزة يشكل لحظة فريدة توثق حضارة مصر بصورة جديدة ترتقي بالمشهد الثقافي العالمي وتبرز إرث الفراعنة بأحدث التقنيات. هذا الحدث يجمع بين الأضواء العالمية والاحتفاء بمجموعة فريدة من الآثار التي تمثل التراث المصري الخالد.

الاستعدادات المكثفة لانطلاق المتحف المصري الكبير

شهدت الفترة التي سبقت الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير تجهيزات واسعة على أعلى مستوى لضمان تنظيم مثالي وظهور يليق بمكانته كأكبر متحف عالمي مختص بحضارة واحدة. تضمنت هذه الاستعدادات إغلاق المتحف مؤقتًا من 15 أكتوبر حتى 3 نوفمبر لأعمال تنسيق المعروضات واختبارات الأنظمة وتركيب أحدث أجهزة العرض، ما يضمن عرض كل قطعة أثرية بأفضل صورة.
كما جرت خطوات أمنية متقدمة تضمنت إقامة شبكة أمن مشددة تشمل تعزيز التواجد الأمني حول المتحف ومحاور الطرق الرئيسية، إلى جانب تجهيز البنية التحتية للنقل بتحديث محطات مترو قريبة وتحسين مسارات الطرق للوصول السلس للزوار. لم تغفل الاستعدادات جانب التجهيزات التقنية والخدمية بمنطقة المتحف، حيث أُعدت الحدائق المحيطة، وركّب أنظمة إنارة متطورة، وتم تفعيل أنظمة الطاقة بكفاءة، مع تجهيز مناطق استقبال مجهزة لشاشات نقل إعلامي دولي يواكب الحدث عن كثب.
على المستوى الدولي، تم تنسيق دعوات شملت حضور رؤساء دول وملوك وشخصيات رسمية، كما تم تنظيم تغطية إعلامية مباشرة للحفل الكبير عبر وسائل الإعلام المختلفة.

مراسم افتتاح المتحف المصري الكبير وبرنامجه الشامل

بدأ الحفل في تمام الساعة السابعة والنصف مساءً بتوقيت القاهرة، مع بث مباشر عالمي عبر القنوات المختلفة، ليصل رسالة الحضارة المصرية لكل زاوية في العالم. ألقى الرئيس السيسي كلمة افتتاحية نوه فيها بالمعلم الثقافي الجديد ودوره في حفظ التاريخ المصري.
تلا ذلك عرض موسيقي مرئي ضخم يروي قصة مصر الفرعونية من بداياتها حتى العصر الحديث بأسلوب تفاعلي يبهر الحضور، وضمن فعاليات الحفل تم تكريم علماء الآثار الذين ساهَموا في إنجاز المتحف، مع فقرة خاصة أدارها زاهي حواس تحدث فيها عن الاكتشافات الأثرية المتعلقة بالملك الصغير توت عنخ آمون، مضيفًا تفاصيل بحثية تجعل الفكرة أكثر تشويقًا.
اختتم البرنامج بجولة متميزة داخل أروقة المتحف الجديد شرق ضوء الصوت بمرافقة المايسترو المصري ناير ناجي، حيث شاركت فرق فنية مصرية ودولية قدمت عروضًا موسيقية تُبرز خصوصية المناسبة، تحت إشراف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي وفرق وزارية مهنية.

تفاصيل أقسام ومقتنيات المتحف المصري الكبير

يمتد المتحف على مساحة تقارب 500 ألف متر مربع، منها قرابة 92 ألف متر للمبنى الرئيسي الذي يضم صالات عرض عديدة مرتبة زمنياً لتغطي مختلف العصور المصرية، بدءًا من ما قبل الأسرات حتى العصر الروماني. عند المدخل يستقبل الزائر تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني يرمز لروعة الحضارة القديم، ويُستخدم تقنيات عرض تفاعلية حديثة تعزز تجربة الزائر.
يشمل المتحف مرافق مساندة تعليميًّا بين متحف الأطفال وقاعات مؤتمرات وحدائق مفتوحة ومناطق تسوق خاصة بالزوار، ما يجعل زيارة المتحف تجربة متكاملة.
تتضمن المقتنيات أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تعرض لأول مرة، من بينها مجموعة كاملة للملك توت عنخ آمون تشمل قناعه الذهبي وأدواته الجنائزية والسفينة الشمسية الخاصة بخوفو والمعروضة تحت سقف زجاجي يحفظها بعناية. يعكس المتحف اهتمامًا كبيرًا باستخدام أحدث تقنيات الترميم، حيث يحتوي على 17 مختبرًا متخصّصًا لإعادة التأهيل، مع اعتماد أنظمة ذكية للتحكم في الطاقة والمياه للحفاظ على هذه الكنوز.

العنصروصف
مساحة المجمّعحوالي 500,000 متر مربع
المساحة الرئيسيةحوالي 92,000 متر مربع
عدد القطع الأثريةأكثر من 50,000 قطعة معروضة لأول مرة
عدد مختبرات الترميم17 مختبرًا متخصصًا

وسائل النقل والبث الإعلامي في الحدث العالمي

حرصًا على تسهيل وصول الزوار والمشاركين، شهدت المحطات القريبة من المتحف تحديثات شملت محطات المترو الرئيسية، مع تحسين طرق الربط بين الجيزة والقاهرة.
فيما يخص التغطية الإعلامية، تقدمت أكثر من 400 قناة فضائية بطلبات للبث المباشر من حفل الافتتاح، حيث أعلنت الجهات المنظّمة عن ترددات مجانية تُهدى لجميع القنوات المصرية والعربية والأجنبية عن طريق الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية. من بين القنوات المشاركة: إكسترا نيوز، القاهرة الإخبارية، أون، القناة الأولى، الحياة، ودي إم سي، مما يعكس الاهتمام العالمي بالحدث الأثري البارز.

يظهر افتتاح المتحف المصري الكبير كتجسيد حي للحضارة المصرية العريقة التي تستمر في توحيد الماضي بالحاضر، ضمن مشروع وطني متكامل يعيد مصر إلى الصدارة الثقافية العالمية مع تقديم إرث لا مثيل له عبر طرق عرض متطورة وحرفية عالية.