نحن نعيش تغيرات كبيرة في المشهد الإعلامي، إذ يؤثر التطور المتسارع في أدوات الإعلام الحديث بشكل عميق على الكوادر الصحفية الوطنية، مما يجعل تدخّل وزارة الإعلام ضرورة ملحة لدعم هذه الكوادر وضمان استقرارها الوظيفي المستدام.
أهمية تدخل وزارة الإعلام لدعم الكوادر الصحفية الوطنية في ظل التغيرات الإعلامية
تطرقت الكاتبة الصحفية نهلة الجمال خلال برنامج “ياهلا” إلى التحديات التي تواجهها الكوادر الإعلامية الوطنية، مشيرةً إلى أن الوسط الإعلامي يشهد تحولات جذرية بسبب التطور التقني وتأثيره على المؤسسات الصحفية، التي كغيرها من المؤسسات في العالم، عانت من فقدان عدد كبير من العاملين المهنيين واستقرارهم الوظيفي، مضيفةً أن هذه التغيرات ليست مسؤولية الصحف والمؤسسات بشكل مباشر، بل هي واقع فرضته الظروف والتقنيات الحديثة. وهنا تبرز الحاجة إلى تدخل وزارة الإعلام التي ينبغي أن تلعب دورًا فعالًا في تقديم الدعم الإعلامي والإنصاف للصحفيين، من خلال ترسيخ مفاهيم الاحترافية داخل مؤسسات إعلامية رصينة تقدم محتوى يليق بمكانة الوطن ومهنيي الإعلام فيه.
تحديات أقسام الإعلام في الجهات الحكومية وأثرها على الكوادر الوطنية
أوضحت نهلة الجمال أن من أبرز المشكلات التي تؤثر على المشهد الإعلامي هي التوظيف العشوائي داخل أقسام الإعلام والعلاقات العامة في بعض الجهات الحكومية، حيث يتم تعيين أفراد غير متخصصين في المجال الإعلامي، ما يؤدي إلى صراعات داخل بيئة العمل ويؤثر سلبًا على جودة المحتوى ورفع مستوى الأداء المهني. ويعود ذلك إلى غياب الهيكلة الواضحة والمعايير المهنية التي تحكم عمل الأقسام الإعلامية، مما يجعل دعم وزارة الإعلام أمرًا ضروريًا لضمان توظيف كوادر مؤهلة والمتابعة الدقيقة لتطوير مهاراتهم وتعزيز قدراتهم بما يتماشى مع المعايير الحديثة للإعلام.
دور هيئة الصحفيين السعوديين وأهمية الرقابة المؤسسية في دعم الكوادر الوطنية
في لقاء نهلة الجمال، أبدت أملها بأن تزداد فاعلية هيئة الصحفيين السعوديين في حماية الصحفيين والدفاع عن حقوق منتسبيها، مع ضرورة أن يكون لها حضور مؤثر على الساحة الإعلامية السعودية. وأكدت أن دعم الهيئة وتعزيز دورها يساهمان في بناء بيئة إعلامية صحية تحافظ على حقوق العاملين وتدفع لهم نحو التميز والابتكار في العمل الإعلامي. كما أشارت الجمال إلى أن الاستقلالية الإعلامية المطلقة دون رقابة مؤسسية قد تؤدي إلى انتشار “الصحافة الصفراء”، التي تهتم بالربح والمشاهدات فقط، متجاهلة المعايير المهنية والأخلاقية. لذلك، لا بد من وجود مؤسسات رقابية وإشرافية لضبط جودة المحتوى وحماية سمعة الإعلام الوطني.
- دعم وزارة الإعلام لتطوير الكوادر الصحفية الوطنية
- تنظيم التوظيف في أقسام الإعلام الحكومية لضمان الكفاءة
- تعزيز دور هيئة الصحفيين السعوديين في الحماية والدفاع
- فرض الرقابة المؤسسية لمنع انتشار الصحافة الصفراء
يبقى أن نجد في تدخّل وزارة الإعلام تعزيزًا عمليًا لمكانة الإعلام الوطني، مع دعم الكوادر التي تمثل ثروة حقيقية لا تقدر بثمن، وتلتزم النوابغ الإعلاميين بحفظ المهنية وتقديم محتوى يليق بتطلعات الوطن وتطلعات قرائه ومتابعيه، وهو ما يمثل مستقبل المشهد الإعلامي السعودي المتجدد المتطور.
