شهد دير سانت كاترين في جنوب سيناء اليوم تنصيب الأنبا سيميون مطرانًا لدير سانت كاترين بعد غياب استمر 52 عامًا، حيث يمثل هذا الحدث التاريخي عودة تقليد ديني مهم يعزز الروابط الروحية والثقافية بين مصر واليونان في قلب الأرض المقدسة.
مراسم تنصيب الأنبا سيميون مطرانًا لدير سانت كاترين في الكنيسة الكبرى
أقيم حفل التنصيب داخل الكنيسة الكبرى بدير سانت كاترين بحضور رسمي رفيع من مصر واليونان، على رأسهم محافظ جنوب سيناء الدكتور خالد مبارك، ورئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، بالإضافة إلى وزير خارجية اليونان والسفير اليوناني بالقاهرة. كما شارك في المراسم الأنبا أنطونيوس مطران القدس للروم الأرثوذكس، وعدد كبير من قيادات الكنيسة ورجال الدين، وسط ترديد الترانيم الكنسية باللغتين اليونانية والعربية وتنفيذ الطقوس التقليدية بتناغم روحاني عميق داخل أقدم أديرة العالم.
تفاصيل تنصيب الأنبا سيميون مطرانًا لدير سانت كاترين كما وثقها موقع الحق والضلال
يُسلط موقع الحق والضلال الضوء على هذا الحدث الفريد، حيث يُعد تنصيب الأنبا سيميون الحادي عشر اختيارًا تاريخيًا منذ عام 1973، عندما شغر هذا المنصب للمرة الأخيرة. تم انتخابه بعد تصويت رهبان الدير في سبتمبر الماضي، ليخلف المطران الراحل الأنبا دميانوس الذي خدم سنوات طويلة ثم توفي في العام الماضي، مما يُبرز حجم المسؤولية والتقدير تجاه قيادة دير سانت كاترين الروحي والتاريخي.
رؤية شاملة عن مسيرة الأنبا سيميون مطران دير سانت كاترين
وُلد الأنبا سيميون عام 1957 في بيرايوس باليونان، ودرس الفلسفة والعلوم الدينية في كلية اللاهوت بجامعة أثينا، حيث بدأ خدمته التعليمية كمُعلم للطلبة. عُين شماسًا في 1983 ثم كاهنًا في 1986، وترقى لاحقًا إلى رتبة أرشمندريت وأب روحي، كما خدم في كنيسة القديس ديمتريوس بتامبوريا. التحق بدير سانت كاترين عام 1988 ونال الإسكيم الكبير على يد المطران الراحل دميانوس، وتدرج في مهام متنوعة من أمين المكتبة إلى سكرتير الأخوية، ومشرفًا على الآثار المقدسة والشؤون الروحية، حتى صار وكيل المطران. امتدت خدمته في فرع الدير بأثينا لثلاث سنوات، ثم قضى 25 عامًا في منطقة أليبوكوري ميغارا، حيث ترأس الجمعية الأرثوذكسية اليونانية وأشرف على مؤسسات خيرية متنوعة كدور الأيتام والمسنين، معززا روح التواضع والثقافة بين رهبان الدير وملتزماً بالحفاظ على الطقوس الأرثوذكسية القديمة.
| الموقع | التاريخ | المهمة |
|---|---|---|
| دير سانت كاترين، جنوب سيناء | القرن السادس الميلادي | أقدم دير أرثوذكسي نشط في العالم |
| بيرايوس، اليونان | 1957 | مولد الأنبا سيميون |
| جامعة أثينا، اليونان | تخرج في كلية اللاهوت | دراسة الفلسفة والعلوم الدينية |
الأبعاد الرمزية والدينية لتنصيب الأنبا سيميون مطرانًا لدير سانت كاترين
يمثل هذا التنصيب أكثر من مجرد حدث كنسي، فهو يحمل دلالات روحية وثقافية مهمة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين مصر واليونان وتاريخ التعايش الديني والثقافي في سيناء. يُبرز الحضور الرسمي من كبار المسؤولين المصريين واليونانيين مكانة دير سانت كاترين كواحد من مواقع التراث العالمي لدى اليونسكو، مما يؤكد قيمته الدولية وروحه المشتركة بين الحضارتين.
يقع دير سانت كاترين عند سفح جبل موسى في جنوب سيناء، ويشتهر بمكتبة أثرية تحوي آلاف المخطوطات النادرة وكنيسة التجلي التي تضم أيقونات بيزنطية فريدة. يجمع الدير في رهبنته بين المصريين واليونانيين، ممثلاً نموذجًا حقيقيًا للتسامح والتعاون الروحي المتقدم في هذه المنطقة المقدسة.
- اختيار المطران بعد تصويت الرهبان يؤكد أهمية الرأي الجماعي والتقليد الراسخ في إدارة شؤون الدير
- الطقوس الاحتفالية باللغتين تبرز التنوع الثقافي واللغوي في العبادة الأرثوذكسية
- شغل المطران السابق منصبًا خدم فيه لسنوات طويلة لدعم الروحانية واستمرارية العمل الكنسي
- الأنبا سيميون يحمل خبرة واسعة في الشؤون الدينية والاجتماعية على مدار عقود
- التنصيب يشكل رسالة واضحة لوحدة الشعوب والتاريخ المشترك بين مصر واليونان
