الكنيسة تودع فريدي باسم بعد نجاته المؤقتة من حادث طريق السويس

فريدي باسم كان رمزًا للأخلاق العالية والمحبة في وسط أسرته وأصدقائه، مما جعل رحيله بعد حادث طريق السويس المؤلم حدثًا أصاب الجميع بحالة من الحزن العميق، لا سيما محبيه وعائلته التي فقدت الأمل الذي كانت تراه فيه

حادث طريق السويس وأثره على خدام كنيسة مارمرقس

في مساء الجمعة 24 أكتوبر 2025، شهد طريق السويس باتجاه مصر الجديدة حادثًا مأساويًا تسبب في وفاة أربعة من خدام كنيسة مارمرقس، بينهم فريدي باسم، فيلوباتير توفيق، مينا جورج، ومحمد حسام فايز؛ حيث تعرضت سيارتهم لانقلاب عنيف بعد اصطدامها بالرصيف الجانبي بالقرب من مساكن اللوكس في منطقة الغريب، مما أدى إلى تهشم السيارة بشكل كامل وشل حركة ركابها؛ تدخل السكان على الفور لمساعدة الشباب قبل وصول سيارات الإسعاف التي نقلتهم في حالات حرجة إلى المستشفى، ولم تدم الحياة مع البعض منهم طويلًا، حيث فقدوا مواجهتهم للإصابات البالغة وتم إعلان وفاتهم تباعًا.

فريدي باسم وشخصيته التي تركت بصمة لا تُمحى بين أهالي كنيسته

تميز فريدي باسم في كنيسته بحسن الخلق والعطاء المستمر، إذ عُرف بموهبته في عزف البيانو ومشاركته الفعالة في جميع الأنشطة الكنسية، كما كانت ابتسامته الهادئة ونزعته المحبة تسهل عليه بناء علاقات قوية مع الجميع، وقد وصفه أصدقاءه ومحبيه بأنه نموذج للشاب المتدين الطموح والمحب للخير الذي عاش بهدوء وودّع الحياة بصمت ملهم؛ وأعربت صفحة «أهل الرحاب الرسمية» عن حزنها العميق بقولها: “فقدنا الإبن المبارك فريدي باسم، صاحب الخلق الرفيع والبر بوالديه ومساعدة الآخرين، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أسرته ومحبيه الصبر و السلوان.”

ضرورة تأمين طريق السويس بعد الحوادث المتكررة وتأثيرها على المواطنين

عقب الحادث المأساوي، تصاعدت المطالب الشعبية بضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لتأمين طريق السويس الذي صار يُعتبر من أخطر طرق القاهرة الكبرى، وذلك بسبب نقص اللوحات الإرشادية وإضاءة الشوارع الغير كافية، مما يجعل الحوادث تتكرر بشكل مروع ويصعب السيطرة عليها؛ وناشدت صفحة «أهل الرحاب الرسمية» الجهات الحكومية المختصة بضرورة الإسراع في وضع حلول فعالة، تشمل تحسين الإشارات المرورية، توفير الإنارة اللازمة، ووضع خطط لتعويض أسر الضحايا والمصابين بما يليق بالخسائر الإنسانية التي لا تُعوض.

ذكريات مؤثرة وتراث حي لأبناء كنيسة مارمرقس بعد الحادث

في مشاهد مليئة بالألم والدموع، شيّعت كنيسة مارمرقس في مصر الجديدة جثامين الشباب الأربعة ضمن مراسم دينية شارك فيها الأهل والأصدقاء، الذين ودعوا أحبّاءهم بالدعاء والأناشيد الروحية وسط أجواء شارِدة بالمشاعر الجياشة؛ وخلّف رحيل فريدي باسم ورفاقه أثرًا حيًا يجعل ذكراهم باقية في قلوب من رافقوهم، وتحويل هذه الحادثة إلى منبّه هام لكل المسؤولين باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة طرقات القاهرة، ولاسيما طريق السويس الذي لم يعد يحتمل المزيد من المآسي.