تنتشر التأتأة أو التلعثم كاضطراب في التواصل يؤثر على تدفق الكلام الطبيعي، ويظهر عبر تكرار الأصوات أو المقاطع، إطالة بعض الأصوات، أو توقف مفاجئ في النطق، مصحوبًا أحيانًا بحركات لا إرادية في الوجه أو الجسم، ما يجعل فهم هذه الظاهرة والتعايش معها أمرًا ضروريًا للعديد من الأشخاص.
فهم بداية التأتأة وأعراضها وتأثيرها على الكلام
تبدأ التأتأة غالبًا بين السنة الثانية والثامنة من عمر الطفل، وهي فترة تتميز بتطور لغوي سريع، حيث يعرف الطفل ما يريد قوله لكنه يواجه تحديات في التعبير الصوتي، ما يؤدي إلى انقطاع في تدفق كلامه بشكل غير طبيعي؛ هذا الانقطاع قد يصاحبه تكرار في الأصوات أو المقاطع، أو إطالة في بعض الحروف، وأحيانًا توقف مفاجئ، مما قد يولد لدى الطفل شعورًا بالخجل أو القلق تجاه التحدث في المراحل التي تلي ذلك.
نصائح فعالة لدعم الأشخاص الذين يعانون من التأتأة بشكل طبيعي
عند التعامل مع شخص يعاني من التأتأة، من المهم تجنب محاولة “تصحيح” كلامه أو تقديم حلول علاجية دون خبرة، إذ أن التدخل غير المختص قد يزيد المشكلة سوءًا؛ كما يجب تجنب السخرية أو التقليل من أهمية هذا الاضطراب، لما له من أثر نفسي عميق. الدعم الحقيقي يأتي من الاستماع بانتباه، ومنح الشخص الوقت المناسب لإكمال حديثه دون مقاطعة، مع إظهار التفهم والاحترام. كذلك، يجب الدفاع عن المتأثرين أمام التنمر أو التمييز سواء في المدارس أو أماكن العمل، حيث أن التأتأة قد تعرضهم لمواقف سلبية تحتاج إلى وقوف بجانبهم ومناقشتها معهم بشكل حساس.
كيفية التكيف مع التأتأة وفهم الاحتياجات الفردية للدعم الأمثل
يتفاوت تعامل الأشخاص مع التأتأة حسب شخصياتهم واحتياجاتهم؛ بعضهم يرضى بتقبل هذه الحالة كما هي، في حين يسعى آخرون إلى استكمال جلسات علاجية لتحسين الطلاقة في الكلام، وهناك من يفضل أن يتحدث نيابة عنه أحد المقربين عند الحاجة، والبعض يفضل إتمام حديثه بنفسه، ما يجعلك بحاجة لفهم خاصيات الموقف والمرونة في الدعم المقدم لتلبية رغباته.
- دعم الاستمرارية في العلاج المتخصص مع احترام رغبات الشخص.
- توفير بيئة خالية من الحكم المسبق والتوتر للتعبير الحر.
- تعزيز الثقة بالنفس والتشجيع المستمر على التواصل.
التأتأة تعد من الاضطرابات الشائعة التي تصيب نحو 1% من سكان العالم، وأكثر من 70 مليون شخص يعانون منها، ويُلاحظ أن 5% من الأطفال يمرون بفترات تأتأة مؤقتة في الطفولة، يتوقف عند 80% منهم التلعثم مع تقدمهم في العمر، في حين تستمر الحالة لدى 20% حتى مرحلة البلوغ؛ لا يوجد لها علاج فوري، ولكن الدعم النفسي والاجتماعي المستمر يجعل التأقلم معها أكثر قابلية للحياة اليومية، ويُساهم في بناء ثقة المتأثرين بأنفسهم ويحفزهم على التعبير بسلاسة وراحة.
