تسليط الضوء على مرور أقمار ستارلينك الصناعية عبر السماء يُظهر مشاهد مدهشة ورائعة، إذ التقط رائد فضاء من وكالة ناسا على متن محطة الفضاء الدولية مشهداً ساحراً لمرور 6750 قمرًا صناعيًا من أقمار ستارلينك الصناعية، التي تتلألأ كالجواهر وهو تحلق في مدار الأرض، تحت زخات الشفق القطبي الأخضر المتوهج، حيث ظهرت الأقمار بوضوح مذهل رغم الأضواء الطبيعية المحيطة بها، ووصف المصور المحترف دون بيتيت بريق بعضها بما يعادل لمعان كوكب المشتري، مستمرة بالإضاءة لمدة تصل إلى عشر ثوانٍ متتالية.
تأثير سطوع أقمار ستارلينك الصناعية على رصد السماء
يشكل سطوع أقمار ستارلينك الصناعية قلقًا متزايدًا لدى علماء الفلك؛ فهو يؤثر على جودة مراقبة النجوم والأجرام السماوية، خاصة فيما يتعلق برصد السماء ليلاً، حيث تظهر أقمار ستارلينك الصناعية على هيئة “قطارات” لامعة بعد إطلاقها، مما يحد من وضوح الرؤية الفلكية، ويجعل من الصعب متابعة الأجسام البعيدة في الفضاء. ويسلط هذا السطوع الضوء على تحدٍ حديث يواجهه رصد السماء، إذ أن وجود هذه الأقمار الصناعية في مدار منخفض ليس مجرد أرقام على الورق، بل مصدر تشويش بصري في ليالي المراقبين الفلكيين في جميع أنحاء العالم. وأشار دون بيتيت إلى أن رحلته الأخيرة في الفضاء استمرت 220 يومًا، وعاد إلى كوكب الأرض في يوم عيد ميلاده السبعين، ما يعكس عمق ارتباطه المباشر بتلك الظواهر التي يلتقطها بالتصوير.
تطور شبكة أقمار ستارلينك الصناعية وعددها في المدار
تمتلك شبكة أقمار ستارلينك الصناعية التابعة لشركة سبيس إكس حاليًا حوالي 8600 قمرًا صناعيًا نشطًا يدور في مدار الأرض، وهي شبكة ضخمة تهدف إلى توفير الإنترنت عالي السرعة للمناطق النائية والبعيدة، حيث تعزز من الاتصال الدولي وتوسع من فرص الوصول إلى خدمة الإنترنت، خاصة في الأماكن التي يصعب الوصول إليها بوسائل الاتصالات التقليدية. ومع هذا التطور الهائل في عدد الأقمار الصناعية وتوسع الشبكة، يزداد التوتر بين الحاجة إلى التطور التقني والحفاظ على بيئة سماء ليلية نظيفة وسليمة للرصد الفلكي. يتم إطلاق الأقمار الصناعية تدريجيًا وتتوزع في مسارات مختلفة، لتغطية أكبر مساحة ممكنة من الأرض بخدمة متواصلة ومستقرة.
مخاوف العلماء من سطوع ووجود أقمار ستارلينك الصناعية في السماء
يثير السطوع والإشعاع الناتج من أقمار ستارلينك الصناعية قلق العلماء بشكل عام، إذ يؤثر وجود هذه الأقمار في السماء على عمليات الرصد الفلكي والتصوير الفلكي، ما دفع العديد من الباحثين لوضع آليات للتقليل من هذه التأثيرات. في واقع الأمر، يواجه العلماء تحديات تقنية وأخلاقية في الوقت نفسه بخصوص تكدس الأقمار الصناعية في مدار الأرض وتأثيرها على البيئة الفضائية. وتتضمن هذه المخاوف تأثيرات متعددة منها:
- زيادة التداخل الضوئي الذي يؤثر على دقة المراقبة الفلكية
- احتمالية التصادم بين الأقمار الصناعية بسبب كثافتها العالية
- التأثير السلبي على الاستكشاف الفضائي والبحث العلمي المستقبلي
- تغير مظهر السماء وتأثر التراث البصري البشري بالسماء الصافية
وهذا يجعل من الضروري إيجاد حلول مبتكرة للتحكم بسطوع هذه الأقمار وتنظيم عمليات إطلاقها، بما يوازن بين الحاجة لخدمات الإنترنت الواسعة والاهتمام بحماية جودة السماء للأجيال القادمة.
| عدد الأقمار الصناعية | مدة اللمعان |
|---|---|
| 6750 قمرًا صناعيًا مرورا في مشهد مبهج | حتى عشر ثوانٍ |
| 8600 قمرًا صناعيًا نشطًا حاليًا في المدار | سطوع متفاوت حسب زاوية الرصد |
