الأرض وقمرها الثاني المختفي: ماذا يعني وجود قمر ثانٍ مختفٍ منذ 60 عامًا؟

كوكب الأرض يرافقه جرم سماوي صغير يدعى “شبه القمر” يلفت الأنظار في اكتشاف فريد بمجال الفضاء؛ إذ اكتشف العلماء وجود كويكب صغير يدور حول الشمس في مدار متزامن مع الأرض منذ أكثر من ستة عقود، ما جعله يوصف بـ”القمر الثاني للأرض” بسبب قربه الفريد ومرافقة كوكبنا الطويلة رغم حجمه الصغير.

اكتشاف كويكب “2025 PN7” وشبه القمر المرافق لكوكب الأرض

في خطوة غير متوقعة أثار العلماء ضجة كبيرة حين أعلنوا عن الكويكب الصغير المعروف باسم “2025 PN7″، الذي يبلغ قطره حوالي 19 مترًا فقط، وعن طريق تحليل الصور الأرشيفية تبين أنه يتشارك مدارًا حول الشمس مع الأرض منذ عام 1957، أي لأكثر من 60 عامًا دون أن يُلاحظ. هذا “شبه القمر” يدور في مدار فريد يشبه رقصة سماوية متناغمة مع حركة الأرض، مما أكسبه وصف القمر الثاني للأرض، نظراً لمرافقته الدائمة لكوكبنا ضمن هذا المدار الفريد.

مدار شبه القمر 2025 PN7 وتأثيره على فهم الأقمار الطبيعية

يمتاز شبه القمر 2025 PN7 بمدار بيضاوي الشكل يجعله يقترب من الأرض أحيانًا لمسافة تقارب 2.5 مليون ميل؛ وهو ما يعادل عشرة أضعاف المسافة بين الأرض والقمر الطبيعي، في حين يبتعد لمسافة تصل إلى 11 مليون ميل في أبعد نقاط المدار. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الجسم لا يدور حول الأرض بالطريقة المعتادة التي يدور بها القمر، بل يتبع مدارًا حول الشمس، متزامنًا مع حركة الأرض، مما يجعله شبيهاً بالقمر لاحتفاظه بالقرب لفترة طويلة، لكنه يختلف في طبيعة ارتباطه الجذبوي مع كوكبنا.

الفرق بين “شبه القمر” والأقمار الصغيرة المؤقتة للأرض

عرف العلماء شبه القمر بأنه جسيم يدور حول الشمس على مسار مشابه لمسار الأرض، لكنه غير مقيد جاذبية الأرض مباشرة، مما يميزه عن الأقمار الصغيرة المؤقتة التي تبقى في مدار الأرض لفترات قصيرة فقط. ويمكن توضيح الفروقات في الجدول التالي:

• شبه القمر يتبع نفس المسار حول الشمس مع الأرض
• الأقمار الصغيرة المؤقتة تدور حول الأرض مباشرة لفترات قصيرة
• مدة مرافقة شبه القمر تمتد لعشرات أو مئات السنين

وأكد الدكتور ألفريدو كاربينيتّي، الكاتب العلمي وعضو فريق موقع IFLScience، أن الكويكب 2025 PN7 لا يعتبر قمرًا حقيقيًا للأرض؛ فهو يدور حول الشمس في نفس مدار الأرض تقريبًا، ولا يخضع لجاذبية الأرض بشكل مباشر، مما يصنفه ضمن فئة الأجرام المعروفة بـ”شبه الأقمار”. هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة لفهم طبيعة الأقمار الطبيعية والمرافقة للأجرام السماوية، ويُعيد النظر في تصنيف الأجرام التي تشارك كوكبنا رحلته عبر الفضاء ضمن مدار شمسنا.