المذنب 3I/ATLAS يذوب قرب الشمس ويطلق تيارات غازية براصد تلسكوبي

مذنب 3I/ATLAS بين النجوم ينفث الجليد والغبار باتجاه الشمس

مذنب 3I/ATLAS بين النجوم يُظهر صورة حديثة هذا الجسم السماوي الفريد وهو ينفث جليدًا وغبارًا في الفضاء، ويتجه تدفق المواد المنبعثة منه نحو الشمس، خاصة مع تسخين أقرب نجم إلينا جزءًا من سطحه، حيث تتجلى النواة المركزية الجليدية والصخرية لهذا المذنب كنقطة سوداء كبيرة في الصورة المركبة، محاطة بتوهج أبيض يشكل غلافه الجوي، فيما يظهر تدفق المواد بلون أرجواني مميز يشير إلى تحركه تجاه الشمس، وهو سلوك يتطابق مع ما نراه في العديد من المذنبات بالنظام الشمسي. وفق موقع “space”، يعد مذنب 3I/ATLAS ثالث جسم بين نجمي معروف يمر عبر نظامنا الشمسي، ويتحرك بسرعة كبيرة باتجاه الشمس، وسيمر قريبًا من كوكب الأرض على بعد 1.8 وحدة فلكية، وهي المسافة بين الأرض والشمس تقريبًا، مما يجعل المذنب مرئيًا عبر التلسكوبات الصغيرة لفترة مؤقتة قبل أن يختفي في الظلام.

كيف كشف علم الفلك عن تدفق مذنب 3I/ATLAS بين النجوم؟

أبلغ علماء الفلك عن النفثة التي أطلقها مذنب 3I/ATLAS في 15 أكتوبر عبر خدمة “تلجرام الفلكي” التي تديرها مجموعة مختصة في علم الفلك برئاسة روبرت راتليدج، الأستاذ المشارك في جامعة ماكجيل بمونتريال، وكانت الصور التي التُقطت لهذا التدفق العددي تتألف من 159 تعريضًا ضوئيًا، كل تعرضد منها يستمر 50 ثانية، والتقطتها تلسكوبات مرصد تيد ذات القُطر المترين الموجود في تينيريفي بجزر الكناري. علّق ميجيل سيرا-ريكارت، عالم الفيزياء الفلكية وكبير مسؤولي العلوم في مؤسسة “لايت بريدجز” التي تشارك في إدارة المرصد، بأن هذا النوع من تدفق النفثات هو أمر معتاد بين المذنبات، حيث أظهر أن ذيل المذنب يتجه بعيدًا عن الشمس، وهو سلوك طبيعي يعكس قوة الرياح الشمسية التي تدفع جزيئات الغبار والغازات بعيدًا.

تفسير ظاهرة التدفق الغني بالجليد والغبار في مذنب 3I/ATLAS بين النجوم

تتعرض درجة حرارة مذنب 3I/ATLAS بين النجوم لزيادة عند اقترابه من الشمس، إلا أن هذه الزيادة ليست متساوية على كامل سطحه، إذ تسخن المناطق المواجهة للشمس بشكل أسرع، وعند وجود مناطق أضعف في النواة، تنطلق غازات متصاعدة من تحت السطح منتجة تلك النفاثات التي تواجه الشمس. ويفسر ميجيل سيرا-ريكارت أن النفاثات قد تمتد لمسافة تصل إلى 6200 ميل (10000 كيلومتر) من سطح المذنب، وهي مسافة تفوق ضعف أعرض الولايات المتحدة الأمريكية، ويعتقد أن هذه النفاثات تتكون من ثاني أكسيد الكربون وجزيئات الغبار، وهو ما يتفق مع ملاحظات تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لناسا الذي كشف نفس المكونات في أغسطس الماضي. تبدأ هذه النفاثات بالانتشار مع دوران نواة المذنب بين النجوم، إذ تبقى بعض المواد معلقة بينما تتساقط الأخرى نحو ذيل المذنب الذي يدفعه ضغط الرياح الشمسية إلى الأمام.

  • النواة الجليدية والصخرية لمذنب 3I/ATLAS تظهر كنقطة مركزة في مركز التدفق
  • التدفقات الغريبة تنبع بثبات تجاه الشمس نتيجة التسخين الإشعاعي
  • النفاثات تتكون من ثاني أكسيد الكربون وجزيئات الغبار مع انتشار يتجاوز آلاف الكيلومترات
  • الرياح الشمسية تلعب دورًا في دفع المواد المنبعثة لتكوين ذيل المذنب
العنصرالقيمة أو الوصف
اسم المذنب3I/ATLAS
المسافة من الأرض عند الاقتراب1.8 وحدة فلكية
طول النفاثاتحوالي 10000 كيلومتر
عدد التعريضات الفوتوغرافية159 تعريضًا، مدة كل منها 50 ثانية

يبقى مذنب 3I/ATLAS بين النجوم ظاهرة فلكية مثيرة تمثل فرصة نادرة لدراسة الأجسام التي تمر عبر نظامنا الشمسي من خارج نطاقه، فهذه النفاثات التي واكبت وصوله تقدم رؤى جديدة حول سلوك المذنبات في ظروف فريدة، وخاصة كيف تتفاعل مع ضوء الحرارة والرياح الشمسية، مقدمًا بذلك ملاحظات قيّمة حول المواد المتكونة منها وسلوكها الديناميكي في الفضاء القريب من الشمس.