الهواتف الذكية وتحديات دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في الأجهزة
شهدت الموجة الأولى من أجهزة الذكاء الاصطناعي، التي انطلقت حول العالم، فشلًا واضحًا بسبب اعتمادها على الدعاية أكثر من الأداء الفعلي، مثل جهاز AI Pin القابل للارتداء من شركة «هيومين» الذي وعد باستبدال الهواتف الذكية، لكنه لم يُحقق التكامل اللازم مع أدوات المستخدم الأساسية كالبريد الإلكتروني، واكتفى بابتكار إيماءات جديدة غير مألوفة، مما أثار نفور المستخدمين من التفاعل معه في الأماكن العامة.
لماذا تفشل أجهزة الذكاء الاصطناعي في منافسة الهواتف الذكية؟
تعتبر تجربة أجهزة مثل R1 من شركة «رابيت» وفريند، القلادة الذكية، أمثلةً واضحة على فشل الذكاء الاصطناعي في تقديم قيمة حقيقية للمستخدم، فقد تم الترويج المبالغ فيه لهذه المنتجات رغم ضعفها في معالجة المشاكل الفعلية للمستهلك، الذي أصبح يطالب بحلول سهلة الاستخدام وذات فائدة يومية. ومن خلال تجربتي الشخصية مع فريق ستيف جوبز في إطلاق أول هاتف آيفون عام 2007، شاهدت كيف تأسس المنتج على حل مشاكل ملموسة مثل سهولة التصفح ولوحات المفاتيح المريحة؛ وهذا ما سمّاه لاري بيج “اختبار فرشاة الأسنان”، أي هل يحل الجهاز مشاكل يومية بنجاح؟ حتى الآن، لم تحقق أجهزة الذكاء الاصطناعي الجديدة هذا المستوى من الموثوقية والتوافق مع احتياجات المستخدم.
الذكاء الاصطناعي التوليدي والهواتف الذكية: رؤية متجددة
رغم إخفاقات الجيل الأول، يبقى دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في الأجهزة المادية ضرورة حتمية ليواكب تطلعات المستخدم المعاصر، خاصة أن الهاتف الذكي يظل الجهاز الأكثر تواصلًا وديمومة في حياة الإنسان لما يتمتع به من واجهة واضحة وسهلة الاستخدام اختُزنت في وعي الجميع. تقوم شركة «أوبن أيه آي» برهان كبير بقيمة 6.4 مليار دولار على شركة «آي أو» التي يقودها مصمم «أبل» السابق جوني إيف، في محاولة لإعادة ابتكار هذا التوافق بين الذكاء الاصطناعي والهاتف الذكي، عبر التركيز على تطوير جهاز يتجاوز مكبرات الصوت الذكية أو الإضافات السطحية، ويمنح المستخدم تجربة متكاملة.
- ضرورة دمج الذكاء الاصطناعي بعمق في أنظمة تشغيل الهواتف
- تطوير برامج قوية تعزز عمر الجهاز وإنتاجيته
- توفير تجربة مستخدم يومية سهلة، تجعل العمليات أسرع وأكثر متعة
التحديات التقنية والبنية التحتية اللازمة لهواتف الذكاء الاصطناعي
يمضي فريق جوني إيف نحو هدف طموح يصطدم بحاجز تقني يتمثل في الحاجة لتوظيف بنية جوجل التحتية و«أندرويد» كنظام تشغيل مفتوح المصدر، وهو العقبة التي تصعب المسيرة نظرًا لخلفية إيف مع «أبل» وتنافس «أوبن أيه آي» مع جوجل. مع ذلك، تبقى هذه الطريقة الأسرع لتحقيق عائد استثماري لجهودهم، وقد تكون الأكثر واقعية لتطوير هاتف يعمل بالذكاء الاصطناعي يلتزم بالحياة اليومية للبشر ويتناغم مع حاجاتهم بطريقة طبيعية ومتجددة. التحدي الأكبر يكمن في تقديم منتج يتجاوز مجرد ضجيج الإعلام والذكاء الهندسي ليصبح ضرورة يومية مفيدة، فمصير أجهزة الذكاء الاصطناعي في مهب الريح قبل أن تضبط معايير الاستخدام الحقيقية.
| العقبة | وصف التحدي |
|---|---|
| توظيف البنية التحتية | ضرورة الاعتماد على بنية جوجل و«أندرويد» المفتوح المصدر |
| المهارات البرمجية | نقص في المواهب البرمجية الحاسمة لإطالة عمر الجهاز |
| التكامل مع الحياة اليومية | عدم وجود أسباب واضحة لاستخدام الأجهزة الجديدة يومياً |
بالتالي، يتضح أن الاستثمار في هواتف الذكاء الاصطناعي يتطلب هندسة متقنة مع فهم عميق لحاجات المستخدمين وتحديات السوق لتجنب تكرار أخطاء الماضي التي قامت على الدعاية بدل الابتكار الحقيقي. يبقى هذا المشروع من أعقد الملفات التقنية منذ انطلاق أول آيفون، ولا يمكن اختزاله في مجرد جهاز يحمل اسم الذكاء الاصطناعي دون أن يضيف قيمة متجددة ومتناسقة مع حياة الناس.
