الزمالك يطوي الصفحة الأفريقية ويستعد لصراع الدوري بمواجهة حاسمة

تأهل الزمالك لدور المجموعات بالكونفدرالية أصبح حقيقة مؤكدة بعد أن حسم الفارس الأبيض بطاقة العبور بجدارة واستحقاق، حيث تغلب على فريق ديكيداها الصومالي في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بنتيجة ساحقة بلغت سبعة أهداف نظيفة، ليؤكد الفريق المصري عزمه على المضي قدمًا في البطولة القارية والمنافسة بقوة على اللقب، وهو ما يمثل دفعة معنوية هائلة للجهاز الفني واللاعبين في هذه المرحلة الهامة من الموسم.

تفاصيل تأهل الزمالك لدور المجموعات بالكونفدرالية

لم يكن مشوار الفريق الأبيض في دور الـ32 بالبطولة الإفريقية مجرد عبور روتيني؛ بل كان استعراضًا للقوة وتأكيدًا على الفوارق الفنية الكبيرة، ففي مباراة الذهاب التي احتضنها ستاد القاهرة الدولي، أمطر الزمالك شباك ديكيداها بسداسية كاملة دون رد، في ليلة شهدت تألقًا لافتًا للخط الهجومي وتناغمًا واضحًا بين اللاعبين، وهو الفوز الذي جعل مباراة الإياب بمثابة تحصيل حاصل، ورغم ذلك، تعامل الفريق مع اللقاء الثاني بجدية تامة لضمان عدم حدوث أي مفاجآت، وبهذا الأداء القوي، أرسل الزمالك رسالة واضحة لجميع المنافسين بأن هدفه هو اعتلاء منصة التتويج، ويعد هذا الأداء خطوة مهمة نحو تحقيق طموحات الجماهير التي تتطلع لرؤية فريقها بطلاً للقارة.
إن رحلة الفريق نحو حسم بطاقة العبور كانت مبنية على أسس تكتيكية وفنية واضحة، حيث اعتمد الجهاز الفني على استراتيجية هجومية ضاغطة في لقاء الذهاب لاستغلال عاملي الأرض والجمهور، وهو ما أثمر عن نتيجة تاريخية أراحت الأعصاب مبكرًا، وفي لقاء الإياب على ستاد السلام، كان الهدف هو التحكم في إيقاع المباراة ومنح الفرصة لبعض العناصر مع الحفاظ على نظافة الشباك، وهو ما تحقق بالفعل بفضل الانضباط الدفاعي، ليصبح تأهل الزمالك لدور المجموعات بالكونفدرالية مثالاً على الاحترافية في التعامل مع المنافسين مهما كانت قوتهم، وقد ساهمت عدة عوامل في هذا النجاح الساحق.

• الاستعداد الجيد للمباراتين وتجنب الاستهانة بالخصم.
• الفعالية الهجومية الكبيرة في مباراة الذهاب التي حسمت التأهل إكلينيكيًا.
• الانضباط التكتيكي في مباراة الإياب واللعب بواقعية للحفاظ على التقدم.
• الخبرة الكبيرة للاعبي الزمالك في التعامل مع المباريات الإفريقية.

أبرز أحداث مواجهة الإياب الحاسمة في مشوار الزمالك

شهدت مباراة العودة التي أقيمت على ملعب السلام تفاصيل مهمة رغم أنها كانت أقل غزارة تهديفية من سابقتها، حيث نجح المهاجم التونسي سيف الدين الجزيري في فك شفرة دفاع الفريق الصومالي بتسجيله هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 39 من ركلة جزاء، نفذها بنجاح ليمنح فريقه التقدم ويؤكد سيطرته الكاملة على مجريات اللعب، هذا الهدف لم يكن مجرد إضافة لنتيجة الذهاب الكبيرة؛ بل كان تأكيدًا على جدية الفريق ورغبته في تحقيق الفوز في كل مباراة يخوضها، مما يعكس العقلية التي يسعى الجهاز الفني لغرسها في نفوس اللاعبين، وهي عقلية لا تقبل إلا بالانتصار.
لم تخلُ المباراة من بعض الفرص المهدرة التي كانت كفيلة بزيادة الحصيلة التهديفية، ولعل أبرزها كان إهدار اللاعب الشاب محمد السيد لركلة جزاء في الدقيقة 64 من عمر اللقاء، ورغم أن إضاعة الركلة لم تؤثر على نتيجة المباراة أو مسار التأهل، إلا أنها تمثل درسًا مهمًا للاعب في بداية مسيرته وفرصة للتعلم من مثل هذه المواقف، حيث يسعى النادي لمنح الفرصة للوجوه الجديدة لاكتساب الخبرة اللازمة في البطولات الكبرى، ويعكس هذا المشهد الرغبة في بناء فريق قوي للمستقبل، وهو أمر لا يقل أهمية عن تحقيق تأهل الزمالك لدور المجموعات بالكونفدرالية الذي يبقى الإنجاز الأبرز في هذه المرحلة.

التركيز على الدوري بعد حسم تأهل الزمالك القاري

بعد ضمان مقعد في دور المجموعات الإفريقي، يتحول تركيز الفارس الأبيض سريعًا نحو المسابقة المحلية، حيث تنتظره مواجهة لا تقل أهمية في بطولة الدوري المصري الممتاز، فالفريق على موعد مع مباراة قوية ضد نادي البنك الأهلي، وهي مباراة تتطلب تركيزًا كاملاً وجهدًا مضاعفًا للحفاظ على مسيرة الانتصارات والمنافسة بقوة على درع الدوري، وهو الهدف الاستراتيجي الآخر للنادي هذا الموسم، إن القدرة على الفصل بين المشاركات القارية والمحلية والنجاح في كليهما هي السمة التي تميز الأندية الكبيرة، وهو التحدي الأكبر الذي يواجه الفريق في الفترة المقبلة بعد تحقيق **تأهل الزمالك لدور المجموعات بالكونفدرالية**.
تتجه الأنظار الآن إلى اللقاء القادم الذي يمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الفريق على مواصلة الأداء القوي، خاصة أن منافسات الدوري تتميز بالندية الشديدة وتقارب المستويات، والفوز في هذه المباراة سيعطي الفريق دفعة قوية في سباق الصدارة، لذلك يعمل الجهاز الفني على تجهيز اللاعبين بدنيًا وذهنيًا لهذه المواجهة المرتقبة، مع دراسة نقاط القوة والضعف لدى الخصم لوضع الخطة المناسبة لتحقيق النقاط الثلاث، ويعتبر هذا الاستعداد جزءًا لا يتجزأ من رحلة الفريق الطويلة والشاقة هذا الموسم.

وبهذا التأهل المستحق، يضع الزمالك قدمًا ثابتة في مرحلة جديدة من التحدي القاري، ويصبح لزامًا عليه الآن الموازنة بين طموحاته الإفريقية وواجباته المحلية لضمان موسم ناجح على كافة الأصعدة، وهو ما تتطلع إليه جماهيره التي لا ترضى بغير البطولات بديلاً.