زيادة أسعار البنزين في إيران تلوح مجددًا: ماذا تعني للمواطنين بعد تجربة 2019؟

أسعار البنزين في إيران تواجه زيادة وشيكة مع تحديات وتداعيات محتملة تؤثر على المواطنين في ظل أزمة الطاقة المتفاقمة وتوترات اجتماعية متجددة تتعلق بتعديل تسعير الوقود

تصريحات مسعود بزشكيان حول ضرورة رفع أسعار البنزين في إيران

تصاعد الحديث مؤخراً حول زيادة وشيكة في أسعار البنزين داخل إيران، حيث أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ضرورة رفع أسعار البنزين رغم إدراكه للتحديات والمخاطر التي قد تترتب على معيشة المواطنين، وذلك خلال اجتماع عقده في محافظة أذربيجان الغربية يوم الخميس الماضي. وبين بزشكيان بوضوح: “لا شك في أنه ينبغي زيادة أسعار البنزين”، معتبراً أن الأمر ليس بهذه البساطة، إذ أشار بحذر إلى صعوبة اتخاذ القرار بعيداً عن الحسابات الدقيقة، مضيفاً: “هل يمكنني الجلوس واتخاذ قرار الآن؟ إذا كان لا بد من اتخاذ قرار، فمن البديهي أن نفعل ذلك، لكن الأمر ليس بهذه السهولة”.

تزامن هذا التصريح مع انتشار تقارير محلية، أبرزها تقرير “بيت الاقتصاد” الذي عرض صوراً لقرار مجلس الوزراء الذي وضع إطاراً جديداً لتسعير البنزين وسياسات استهلاك الوقود، حيث تستعرض الحكومة سيناريوهات مختلفة محتملة لزيادة السعر قد تصل إلى خمسة آلاف تومان للتر الواحد، مما يعكس التوازن الدقيق بين الحاجة إلى رفع الأسعار ومراعاة الضغوط الاجتماعية والسياسية.

تداعيات رفع أسعار البنزين في إيران بين الأزمات الاقتصادية والاحتجاجات الشعبية

عبر بزشكيان، بشكل ضمني وساخر، عن مخاوفه من ردود الفعل الشعبية المحتملة في حال رفع أسعار الوقود مجدداً، مستذكراً احتجاجات نوفمبر 2019 التي اندلعت بسبب نفس السبب. في تصريح غير مباشر، قال: “أي شخص يريد التحدث، يمكنني ضربه على رأسه. هل يمكنني ضربه؟”، ما يعكس توتراً واضحاً في التعامل مع الأمر، مع حرصه على تفادي قرارات تزيد من معاناة المواطنين في ظل ظروف اقتصادية صعبة.

ويضع الرئيس الإيراني الأزمة الحالية في سياق تكلفة إنتاج البنزين، التي يفوق سعرها السوقي الحالي، فلا يُباع البنزين اليوم بأقل من 1500 تومان، مشيراً إلى أن تكلفة إنتاجه أعلى بكثير، وذلك في ظل أزمة الطاقة المتفاقمة التي تعاني منها البلاد، حيث أكد بأن “البنزين لا يكلف 1500 تومان، حتى الماء لا يُباع بهذا السعر”.

على الجانب البرلماني، أكد أمير حسين ثابتي، عضو مجلس الشورى الإسلامي، أن “مناقشة أسعار البنزين الثلاثة أصبحت جدية” وسط تقارير تشير إلى أن الأسعار قد ترتفع بنسبة تتراوح بين 300% إلى 500%، وهو ما يعكس حجم التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لهذا القرار المحتمل.

إطار أسعار البنزين الجديد في إيران وتأثيراته المحتملة على الاقتصاد والمجتمع

تدرس الحكومة الإيرانية عدة سيناريوهات لتعديل أسعار البنزين بما يتناسب مع تكلفة الإنتاج والحاجة إلى خفض استهلاك الوقود، وذلك ضمن إطار تسعير جديد أقره مجلس الوزراء، حيث تظهر خطة زيادة تدريجية تصل إلى خمسة آلاف تومان للتر الواحد. الجدول التالي يوضح بعض السيناريوهات المقترحة:

السيناريو زيادة السعر المحتملة (بالتومان)
زيادة معتدلة 2000 – 3000
زيادة متوسطة 3000 – 4000
زيادة عالية حتى 5000

وتشمل السياسات الجديدة أيضاً استراتيجيات لاستهلاك الوقود بهدف تقليل الهدر وتقليل الاعتماد على البنزين، مما يعكس محاولات الحكومة تحقيق التوازن بين الضغوط المالية والاقتصادية وبين الصدمات الاجتماعية التي قد تعصف بالاستقرار في البلاد.

  • رفع أسعار البنزين استجابةً لأزمة الطاقة وتكلفة الإنتاج
  • تخوف واضح من تجدد الاحتجاجات الشعبية المشابهة لأحداث 2019
  • عدة سيناريوهات لزيادة تدريجية موجهة للتقليل من الآثار الاجتماعية
  • ضغوط برلمانية تدعو لمناقشة الأسعار الثلاثة للوقود بشكل جدي
  • حذر الحكومة من العواقب الأمنية والسياسية لتغيير سعر البنزين

يبقى ملف تسعير البنزين في إيران مفتوحاً في ظل توازن دقيق بين الضرورات الاقتصادية الملحة وضغوط الفئات المختلفة في المجتمع، مع استمرار الإيرانيين في مواجهة تحديات معيشية واقتصادية كبيرة تحتاج إلى حلول حكيمة لتحقيق استقرار اقتصادي واجتماعي مستدام.