الدوري السويدي يشهد تتويج أول لفريق تحت قيادة مدير مدرسة سابق بعد مسيرة غير مسبوقة

فريق مغمور يدربه مدير مدرسة سابق يتوج بالدوري السويدي لأول مرة في تاريخه، قصة نجاح استثنائية تبرز من قرية صغيرة يسكنها 1485 نسمة فقط. هذا الإنجاز الذي حققه نادي ميالبو سولفسبورج يثبت أن العزيمة والتخطيط السليم يمكن أن يحققا أعظم الإنجازات في عالم كرة القدم، حتى بدون ميزانيات ضخمة أو دعم مالي هائل.

من قرية صغيرة إلى بطل الدوري السويدي: قصة فريق يسكنه 1485 نسمة

تأسس نادي ميالبو سولفسبورج عام 1939 في قرية هاليفيك الواقعة على الساحل الجنوبي للسويد، التي لا يتجاوز عدد سكانها 1485 نسمة؛ ما يجعلها أصغر منطقة جغرافية تمثل فريقاً في دوري أوروبي كبير. رغم هذا الحجم الصغير، استطاع الفريق أن يثبت نفسه بقوة، محققاً لقب الدوري السويدي للمرة الأولى في تاريخه.

في مشهد نادر يثبت أن النجاح لا يقاس بالأموال فقط، نجح فريق ميالبو في أن يبرز من بين الأندية العريقة في السويد، مؤكدًا أن الطموح والجهد قادران على تحقيق الإنجازات حتى من أبعد القرى. هذا الإنجاز جذب اهتمام الوسط الرياضي العالمي وأعطى مثالاً يُحتذى به في أهمية الإصرار والتخطيط الذكي في كرة القدم.

رحلة صعود فريق ميالبو سولفسبورج من الإفلاس إلى قمة الدوري السويدي

يلعب نادي ميالبو مبارياته على ملعب ستراندفالين الصغير الذي يستوعب حوالي سبعة آلاف مشجع، ما يعكس الطابع القروي للنادي. رغم الإمكانيات المحدودة والبنية التحتية البسيطة، حقق هذا النادي الصغير إنجازاً كبيراً حين تفوق على كبار الأندية في السويد وأحرز اللقب الأغلى.

كان عام 2016 نقطة تحول حاسمة لميالبو؛ إذ كان الفريق يعاني في دوري الدرجة الثالثة مهدداً بالإفلاس والهبوط إلى الدرجة الرابعة، لكنه نجا بصعوبة في الجولة الأخيرة. وبعد عامين فقط، بدأ الفريق رحلة صعود مذهلة بتسجيل ترقيتين متتاليتين في 2018 و2019، ليعود بقوة إلى دوري الأضواء.

اعتمد ميالبو في صعوده على النمو العضوي بدون دعم مالي من مستثمرين أو ملاك أثرياء، مستفيدًا من نظام “50+1” الذي يضمن سيطرة الجماهير على قرارات النادي، ما ساعد على بناء فريق متماسك قادر على المنافسة بقوة.

النجاح الباهر لفريق مغمور يدربه مدير مدرسة سابق ويتوج بالدوري السويدي

سياسة النادي ترتكز على تطوير المواهب الشابة وبيعها لدعم ميزانية الفريق، حيث بلغ متوسط أعمار اللاعبين 24 عاماً فقط. من بين أبرز النجوم المهاجم عبدولي مانه، إلى جانب المدافعين أكسل نورين وعبدالله إقبال ولاعب الوسط لودفيغ مالاكوفسكي ثوريل، الذين شكلوا العمود الفقري للفريق الفائز.

قصة النادي لم تكن مجرد قصة رياضية، بل قصة إنسانية مؤثرة أيضاً؛ المدير الرياضي هاسي لارسون الذي ارتدى قميص الفريق عام 1979، نجا من ورم دماغ وسرطان البروستاتا، وقضى ثلاث سنوات يعمل دون أجر لإنقاذ ناديه من الإفلاس.

المدرب أندرس تورستنيسون، الذي كان مدير مدرسة سابقًا، يكافح مرض سرطان الدم المزمن، لكنه يمنح الفريق قوتَه بإرادته العظيمة، مؤكدًا أن كل يوم إضافي هو هدية ثمينة، ويعمل إلى جانبه مساعده النرويجي كارل ماريوس أكسوم، الحاصل على دكتوراه في الإدراك البصري بكرة القدم ومتخصص في تحسين مهارات اتخاذ القرار عن طريق دراسة حركة الرأس للاعبين.

  • التأسيس في قرية صغيرة بعدد سكان 1485 نسمة
  • الصعود من دوري الدرجة الثالثة بعد تهديد بالإفلاس
  • اتباع مبدأ النمو العضوي تحت نظام 50+1
  • تطوير لاعبين شباب بمعدل عمر منخفض
  • القيادة البشرية المؤثرة والتضحيات الشخصية من الجهاز الإداري والفني
السنة الإنجاز
2016 البقاء في دوري الدرجة الثالثة بالإفلات من الهبوط
2018-2019 ترقيتان متتاليتان والعودة إلى دوري الأضواء السويدي
2025 التتويج بلقب الدوري السويدي لأول مرة في تاريخ النادي

هكذا، يجسد فريق ميالبو سولفسبورج قصة نجاح لم يسبق لها مثيل في تاريخ كرة القدم السويدية؛ حيث تكاملت العزيمة، والإصرار، والعلم تحت مظلة فريق مغمور يدربه مدير مدرسة سابق يتوج بالدوري السويدي، ما يجعل هذا الفوز مأساة جميلة تتخطى حدود الرياضة إلى أفق محبة الجماهير للإصرار الحقيقي.