محمد صلاح في مرمى هجوم الأساطير.. هل يعيد «مو» مجد التألق مع ليفربول؟
تعرض محمد صلاح لموجة من الانتقادات الحادة بعد تدهور نتائج ليفربول مؤخرًا، خاصة مع توقعات جماهير الريدز المعتادة لرؤية الفرعون المصري بطلًا ومنقذًا في كل المحافل، مما جعل أداءه يُقارن بشكل مستمر بمستوياته السابقة. انتشرت هذه الانتقادات بين المشجعين، وامتدت إلى أساطير النادي ومحللي اللعبة العالمية الذين طالبوا المدرب الهولندي أرني سلوت بإيجاد حلول سريعة لأزمة تراجع أداء محمد صلاح مع الريدز.
تُعد ظاهرة تراجع محمد صلاح عن التسجيل خارج ركلات الجزاء لمدة 7 مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز أمرًا فريدًا في مسيرته مع ليفربول، وخاصة خلال موسم 2025-26 حيث سجل هدفين فقط مقارنة بالمنافس النرويجي إرلينج هالاند مهاجم مانشستر سيتي الذي يتصدر قائمة هدافي الدوري بـ 11 هدفًا.
تعليقات أساطير كرة القدم على أهمية محمد صلاح في مواجهة التحديات
أثار أداء محمد صلاح جدلًا بين أساطير ليفربول الذين لم يترددوا في التعبير عن آرائهم، حيث بدأ جيمي كاراجر، أسطورة الريدز، بالحديث بعد فوز الفريق على نيوكاسل يونايتد، مشيرًا إلى وجود عدد من اللاعبين الذين بدأوا الموسم بأداء ضعيف، ووضع محمد صلاح في مقدمة هؤلاء رغم مساهمته بهدف وتمريره حاسمة، مؤكدًا أن الموسم الحالي يواجه “مو” تحديات واضحة.
وفي نفس الاتجاه، انتقد واين روني نجم مانشستر يونايتد ومنتخب إنجلترا السابق أداء صلاح في تصريح لصحيفة «ديلي ميل»، مشيرًا إلى حالة الغرور التي قد تنتج عن انضمام لاعبين جدد مثل إيزاك وفيرتز وإيكيتيكي، وأضاف أن تحركات صلاح في مباراة ليفربول وتشيلسي أثارت شكوكا حول مهام عمله، وكان يجب على المدرب أرني سلوت استخدام صلاح في عمق الملعب لاستغلال قدراته التهديفية المطلقة.
كما أشار روني إلى ضعف المساهمة الدفاعية لصلاح، ولاحظ تعثر الظهير الأيمن كونور برادلي دون رد فعل أو دعم واضح من نجم الريدز، بحسب قوله، موضحًا ضرورة تدخل قائدي الفريق فان دايك وأليسون بيكر لإبلاغ صلاح بالحاجة لاتزان دفاعي أكبر، مستشهدا بخبرة فيرجسون في إدارة كريستيانو رونالدو نفسه بهذا الأسلوب حفاظًا على توازن الفريق.
وانتقل دانييل ستوريدج، مهاجم ليفربول السابق، ليؤكد عبر «سكاي سبورتس» انخفاض جودة تسديدات صلاح مقارنة بالمواسم السابقة، مع تراجع عدد لمسات الكرة داخل منطقة الجزاء، وأكد أن التغييرات في تشكيلة ليفربول تتطلب من صلاح تعديل طريقة لعبه لكن يظل النجم الأبرز والأهم.
وبخلاف ذلك، اعتبر بول سكولر نجم مانشستر يونايتد السابق أن قرارات صلاح باتت غير دقيقة، مع نقص واضح في التنفيذ الصحيح للفرص، مقيمًا أداءه في مباراة ليفربول وتشيلسي بـ«المخيب»، وناصحًا بضرورة حصوله على راحة لاستعادة مستواه وسط معاناة الفريق من التراجع.
جدول يوضح أداء محمد صلاح مقارنة بإرلينج هالاند في الدوري الإنجليزي الممتاز 2025-26:
| اللاعب | عدد الأهداف |
|---|---|
| محمد صلاح | 2 هدف |
| إرلينج هالاند | 11 هدفًا |
علاوة على ذلك، عاد كاراجر ليشدد على احتمالية تراجع القدرات البدنية لصلاح، واقترح إراحته ووضعه على دكة البدلاء في المباريات القادمة، خاصة خارج الأرض، نظرًا لضعف مشاركته الدفاعية والتحسن الهجومي المتراجع، مع الإشارة إلى أن «مو» قد يشعر بالحزن حيال هذا القرار لكنه يجب تقبله حفاظًا على الفريق.
نجوم دافعوا عن محمد صلاح وأكدوا على قيمته الهجومية
على الجانب المقابل، برز دفاع من نجوم كثيرين عبروا عن دعمهم الكبير لمحمد صلاح، حيث وصف الهولندي ريان جرافنبيرخ، زميله في ليفربول، أداء صلاح بالاستثنائي، مؤكدًا أن كرة صلاح تحمل دومًا مفاجآت من التمريرات الحاسمة المدهشة التي تصنع الفارق.
كما أتت كلمات محمد أبو تريكة، نجم الكرة المصري السابق، عبر قنوات «بي إن سبورتس» دفاعًا عن صلاح، مشيرًا إلى تراجع مستوى ليفربول المرتبط بعدم وجود معدلات أفضل وليس صلاح فقط، مستدركًا أن اللاعب يعاني من بعض المشكلات الفنية خاصة في اللمسة الأولى لكنه يبقى نجمًا عالميًا، منتقدًا ضعف دعم الإدارة في التعاقدات التي كان يجب أن تعزز صفوف الفريق بشكل كبير ليساعد صلاح على التميز.
في نفس السياق، وضع البرازيلي جابرييل مارتينيلي جناح آرسنال محمد صلاح ضمن قائمة أفضل ثلاثة أجنحة في العالم إلى جانب فينيسيوس جونيور وبوكايو ساكا، مما يؤكد قيمة اللاعب على المستوى العالمي رغم التذبذب في الأداء.
واختتم الهولندي أرني سلوت، المدير الفني لليفربول، دفاعه عن «مو» مساء الأحد، مشيرًا إلى أن إضاعة الفرص ليست أمرًا فرديًا، بل تستوجب التركيز على أداء الفريق والكادر التدريبي ككل، دون تحميل صلاح وحده مسؤولية التراجع.
كيف يمكن لمحمد صلاح استعادة تألقه وتأثيره مع ليفربول؟
يبقى سؤال استعادة صلاح مستواه الحاسم محور الحديث الدائر حول مستقبل نجم الريدز، فكما يرى العديد من الخبراء، ينبغى التركيز على تطوير عناصر الفريق ودعم “مو” بهذه النقاط الأساسية:
- إعادة تنظيم الأدوار داخل الفريق بحيث يلعب صلاح في موقع يسمح له بالتألق الهجومي وتعزيز تأثيره أمام المرمى.
- زيادة الجوانب اللياقية لصلاح لمساعدته على الاستمرار في تقديم الأداء الدفاعي المطلوب دون التأثير على مهامه التهديفية.
- توفير تعاقدات قوية تعزز خط الهجوم وتقلل الضغط على صلاح في تسجيل معظم الأهداف.
- التفاعل الفوري من الجهاز الفني بقيادة أرني سلوت لتعديل الخطط وتلبية احتياجات اللاعب الفنيّة النفسية والبدنية.
يبقى محمد صلاح محور اهتمام جماهير ليفربول والأساطير على حد سواء، فبينما تتناقل الأقاويل حول تراجع مستواه، تبقى أعين الجميع شاخصة إلى إمكانية إعادة الفرعون المصري مجده وتأثيره اللافت في الموسم الحالي، وهو ما يتطلب تعاون جميع الأطراف داخل النادي للحفاظ على نجم عالمي بفكر مختلف في بيئة تنافسية حامية الوطيس.
