السَاكِيه في الفضاء: أول تجربة لتخمير مشروب السَاكِيه في الجاذبية المنخفضة
أعلنت اليابان عن إطلاق أول تجربة لتخمير مشروب السَاكِيه التقليدي خارج الأرض، داخل محطة الفضاء الدولية؛ باستخدام نظام يحاكي جاذبية القمر، وذلك بهدف دعم إنشاء مستعمرات بشرية على سطح القمر هذا المشروع الذي يحمل اسم DASSAI MOON يُرصد تطور إمكانية إنتاج مشروبات كحولية فضائية ذات جودة عالية.
مشروع DASSAI MOON الياباني لتخمير مشروب السَاكِيه في الفضاء
تعاونت شركة Mitsubishi Heavy Industries مع دار تخمير «داسّاي» الشهيرة لإطلاق مشروع DASSAI MOON الطموح، الذي يهدف إلى استكشاف إمكانية إنتاج مشروب السَاكِيه في بيئة الجاذبية المنخفضة خارج كوكب الأرض، كما نشر موقع Наука Mail.ru وأكدت وكالة الفضاء اليابانية JAXA أن معدات التجربة ستُنقل إلى محطة الفضاء الدولية عبر مركبة الشحن HTV-X المخصصة لهذه المهمة.
تحويل غذاء رواد الفضاء إلى تجربة متكاملة عبر مشروب السَاكِيه في الفضاء
تواجه بعثات الفضاء منذ زمن بعيد تحديات غذائية حقيقية، حيث يقتصر الغذاء عادة على وجبات محفوظة تقل فيها التنوع والنكهات. مع توجه البشرية لإنشاء قواعد دائمة على القمر أو المريخ، أصبح توفير الغذاء لا يقتصر على تلبية الاحتياجات الجسدية فقط، بل يشمل الحفاظ على الصحة النفسية والارتباط الثقافي بالأرض، متى ما أصبح الدمج بين العلم والحياة الاجتماعية ضرورة. ويأمل العلماء في أن تضفي تجربة تخمير مشروب السَاكِيه في الفضاء طابعاً إنسانياً فريداً للغذاء الفضائي، معتبرين إياه أكثر من مجرد مصدر للطاقة، بل عنصراً ثقافياً واجتماعياً يُثري تجربة العيش في الفضاء.
تحديات وحلول تخمير السَاكِيه في بيئة الجاذبية المنخفضة واستخدام الموارد الفضائية
يرتكز صنع السَاكِيه على عملية التخمير المتعدد المتوازي التي تحول النشاء إلى سكر، ثم السكر إلى كحول، وتُعتبر هذه العملية حساسة للحرارة، وحركة السوائل، والجاذبية. تواجه هذه العملية صعوبات كبيرة في بيئة الجاذبية المنخفضة التي تقل إلى سدس جاذبية الأرض، مما يؤثر على نشاط الخميرة وتفاعلاتها الكيميائية، وهذا يعقّد من نجاح التخمير. يحاول مشروع DASSAI MOON تجاوز هذه التحديات من خلال استخدام جهاز طرد مركزي صغير يحاكي الجاذبية القمرية داخل وحدة «كيبو» اليابانية في محطة الفضاء الدولية. يزود النظام بخزان خميرة ومجهر للمراقبة، ويتم التخمير لمدة أسبوعين تقريبا، قبل تجميد السائل الناتج وإعادته للأرض للدراسة. كما يعتبر المشروع إمكانية نقل الأرز من الأرض، واستخراج الماء من جليد القمر، لإنتاج السَاكِيه محلياً على سطح القمر وذلك لتقليل النفقات الضخمة للشحن من الأرض، فالمسافة تزيد عن 384 ألف كيلومتر.
- نقل معدات التجربة عبر مركبة HTV-X إلى محطة الفضاء الدولية
- استخدام نظام تخمير آلي يحاكي جاذبية القمر
- المراقبة الدقيقة لسلوك الخميرة وسير التخمير
- تجميد السائل الناتج وإعادته إلى الأرض لتحليل الخصائص الكيميائية والفيزيائية
| العنصر | التفاصيل |
|---|---|
| مدة التخمير | حوالي أسبوعين داخل محطة الفضاء الدولية |
| كمية السائل الناتج | حوالي 520 غرام يتم تجميدها وإعادتها للأرض |
| حجم السَاكِيه المنتج | 100 مل بسعر يقدر بـ110 مليون ين (720 ألف دولار) |
| استخدام العائد | دعم البحوث الفضائية اليابانية والدراسات الحيوية |
تُنتج من السائل المُجمّد كمية محدودة من مشروب السَاكِيه باسم DASSAI MOON – Made in Space، بحجم صغير جداً وبسعر مرتفع من حيث القيمة المالية، ويُخصص ريع البيع لدعم البرامج البحثية المتصلة بالفضاء داخل اليابان، فيما تبقى العينات لأغراض علمية حيوية وبحثية، ما يعكس أهمية هذه الخطوة الطموحة في مستقبل إنتاج السَاكِيه في ظروف غير مسبوقة.
تُعد هذه التجربة بمثابة فرادة تجمع بين العلم والذاكرة الثقافية حيث ينتظر العالم ولادة أول نَخب قمري يحفل بالتجربة الإنسانية إلى جانب الشعور بالاكتشاف العلمي، فربما يكون أول مشروب يُرفع على القمر ليس احتفالاً بالتقنية فقط، بل بمفهوم جديد للاحتفال بالحياة ذاتها، وتأكيد العلاقة العميقة بين الإنسان وبيئته مهما امتدت حدود الفضاء.
