مخاطر مشاركة المعلومات الشخصية للأطفال عبر الإنترنت وكيفية حماية الخصوصية الرقمية
تعتبر مخاطر مشاركة المعلومات الشخصية للأطفال عبر الإنترنت تحديًا خطيرًا يهدد خصوصية الأطفال وأمانهم الرقمي، إذ قد يؤدي الإفراط في نشر بيانات بسيطة مثل أسماء المدارس والهوايات والمواقع الجغرافية إلى فتح الباب أمام مجرمين رقميين لاستغلال هذه المعلومات بطرق خطيرة وغير متوقعة، كما أكّد العقيد الدكتور المهندس إبراهيم حميد المياحي، مدير إدارة الأمن الرقمي بوزارة الداخلية ورئيس فريق الخبراء العرب في مجلس وزراء الداخلية العرب.
تحديات مخاطر مشاركة المعلومات الشخصية للأطفال عبر الإنترنت وأثرها النفسي
تشير الإحصاءات إلى أن 39% من الآباء و33% من الأطفال في الإمارات يمتلكون حسابات عامة على منصات التواصل الاجتماعي، ما يجعل الإفراط في مشاركة المعلومات الشخصية للأطفال مخاطر حقيقية تهدد سلامتهم الرقمية. فقد تبين أن 32% من الأطفال تلقوا رسائل من غرباء عبر الإنترنت، مما يعكس تعرضهم المباشر للتهديدات.
تفوق المخاطر المادية بكثير، فالأطفال قد يتعرضون للتنمر والتهديد عبر مجموعات الدردشة وصفحات التواصل الاجتماعي، ويحدث ذلك في صورة منع من الأصدقاء أو فقدان صفة الصداقة أو تلقي رسائل تهديد متكررة من هويات مجهولة؛ وهذا يشابه التنمر الواقعي بل ويتفوق عليه في التأثير السلبي النفسي. بالإضافة إلى إمكانية تصوير حوادث التنمر والتحرش في المدارس، ونشرها على وسائل التواصل، ما يزيد من حدة التأثير النفسي ويهدد استقرار الطفل.
كما تستغل المواقع ومجرمو الإنترنت المعلومات الشخصية التي يشاركها الأطفال للتواصل والترفيه، مثل الهوايات والمدارس، لبناء الثقة وتنفيذ هجمات مستهدفة. وكلما زادت تفاصيل هوية الطفل الرقمية واتسع انتشارها عالمياً، ارتفعت المخاطر المعرض لها الطفل وإمكانيات الاستغلال الرقمي.
خريطة افتراس رقمية للأطفال عبر الإنترنت وخطوات الحماية
وصف العقيد الدكتور المياحي أنه لا يحدث استدراج الأطفال عبر الانترنت فجأة، بل يتبع خريطة افتراس دقيقة تتكون من أربع مراحل رئيسة: التلاعب، اكتساب الثقة، تحفيز التكتم، والانخراط في تصرفات عبر الإنترنت بهدف الحفاظ على السيطرة. ويُعتبر التدخل المبكر، مثل وعي الأهل بتغيرات المزاج أو التكتم، خطوة حيوية لحماية الطفل قبل تصاعد الإساءة إلى مرحلة أخطر.
يقوم المجرمون بدخول علاقة ثقة مع الطفل عبر لطف وصداقة مزيفة، مع مساعدة في الواجبات المدرسية، تقديم حوافز مادية أو معنوية، أو التظاهر بأنهم قدوة مستمعة لمشاكل الطفل، ثم يحفزون التكتم لضمان عدم إفشاء سوء التعامل لأي شخص. ولحماية الأطفال من هذه المخاطر، ينبغي على الأهل والمختصين الالتزام بعدة خطوات مهمة:
- مراقبة التغيرات السلوكية والعاطفية عند الأطفال.
- تعليم الأطفال أهمية عدم مشاركة معلومات حساسة عبر الإنترنت.
- إعداد أجهزة الأطفال بإعدادات الخصوصية العالية.
- التواصل المستمر مع الطفل لمتابعة تجربته الرقمية.
الأدوات التقنية المستخدمة لاستغلال الأطفال وكيفية التصدي لها
أوضح العقيد الدكتور المياحي أن المهاجمين يستخدمون عدة أدوات تقنية لاستغلال الأطفال عبر الإنترنت، بدءًا من اختبار الشبكات اللاسلكية واكتشاف ثغرات التشفير ونقاط الوصول غير المصرح بها، التي يمكن أن تسمح للمهاجمين بالدخول إلى أجهزة الأطفال، مرورًا بأدوات الفحص العشوائي التي ترسل كميات كبيرة من البيانات للكشف عن نقاط ضعف في التطبيقات الشائعة بين الأطفال مثل الألعاب.
تستخدم كذلك أدوات الطب الشرعي الرقمي لتحليل الأنظمة المخترقة بعد الحوادث، والتي تساعد في فهم حجم الاختراق وجمع الأدلة. إلى جانب انتشار الفيروسات والبرامج الضارة التي تستغل الهندسة الاجتماعية لخداع المستخدمين وتشغيل ملفات ضارة أو فتح روابط ملوثة.
تعتمد الهندسة الاجتماعية أيضاً على جمع معلومات متاحة من المصادر المفتوحة مثل ملفات صفحات التواصل الاجتماعي لبناء ملفات تعريفية لهجمات استهداف الأطفال. إضافة إلى ذلك، تستخدم محللات حركة الشبكة لمراقبة وتحليل حركة البيانات الحية عبر الشبكة، مما يمكن المهاجمين من استغلال الثغرات في تطبيقات الويب والأجهزة الرقمية.
كما يتم تطبيق تقنيات كسر كلمات المرور عبر هجمات القاموس أو الهجوم العكسي لاختبار قوة كلمات المرور المستخدمة، وهو ما يؤكد ضرورة اعتماد كلمات مرور قوية وآمنة.
| نوع الأداة | الغرض والاستخدام |
|---|---|
| أدوات اختبار الشبكات اللاسلكية | تقييم ثغرات التشفير ونقاط الولوج غير المصرح بها |
| أدوات الفحص العشوائي | الكشف عن ثغرات في التطبيقات والألعاب |
| أدوات الطب الشرعي الرقمي | تحليل الأجهزة المخترقة وجمع الأدلة |
| أدوات جمع المعلومات من المصادر المفتوحة | بناء ملفات تعريفية للهجمات الاجتماعية |
| محللات حركة الشبكة | مراقبة وتحليل بيانات الشبكة الحية |
يبقى وعي الأسرة والمجتمع أبرز وسائل الحماية من مخاطر مشاركة المعلومات الشخصية للأطفال عبر الإنترنت، إذ لا تكمن القوة فقط في التقنيات، بل في توعية الأطفال وتوجيههم بطريقة سليمة لاستخدام الإنترنت تشمل حفظ خصوصيتهم والحذر من التعامل مع الغرباء. كلما زاد الانتباه والإرشاد، تقل فرص الاستغلال الخطير للطفل رقمياً، ويبقى توفير بيئة رقمية آمنة مسؤولية مشتركة للنشء والمربين والقائمين على الأمن الرقمي.
