ارتفاع الأسعار في الصيف يضغط على ميزانيات المستهلكين ويزيد تكاليف المعيشة

ارتفعت أسعار المنتجات الزراعية بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار الوقود، حيث أثر ذلك مباشرة على تكاليف الإنتاج والنقل مع اقتراب الموسم الصيفي، ما تسبب في زيادة أسعار الخضار والفواكه في الأسواق المحلية، ما يعكس تأثيرات واضحة لزيادة أسعار الوقود على المنتجات الزراعية خلال هذا الموسم الحرج.

تأثير زيادة أسعار الوقود على الأسعار الزراعية في الصيف

أكد حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضار والفاكهة بالغرفة التجارية، أن ارتفاع أسعار الوقود سيؤثر بصورة تدريجية على الأسعار الزراعية خلال الموسم الصيفي، إذ ترتفع تكاليف الإنتاج والنقل بشكل ملحوظ، مما يرفع أسعار الخضار والفواكه في السوق. وأوضح في تصريحات خاصة لبرنامج “كلمة أخيرة” على قناة ON، أن نسبة زيادة أسعار بعض السلع في الوقت الحالي محدودة بين 3 إلى 5%، والأسواق ما تزال تتمتع باستقرار نسبي دون تسجيل أي ارتفاعات حادة حتى الآن، مع التأكيد على أن أسعار المدخلات الإنتاجية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأسعار الوقود، ما يجعل احتمالية تأثر الأسعار بشكل أكبر واردة في الفترات القادمة وسط متابعة الجهات المعنية لتنسيق الجهود وضمان توافر السلع الأساسية بأسعار متوازنة.

الفجوة السعرية بين أسواق الجملة والتجزئة للمنتجات الزراعية وتأثير أسعار الوقود

تشهد الأسواق تباينًا واضحًا في أسعار الخضار والفواكه بين أسواق الجملة وأسواق التجزئة، حيث تصل الفجوة السعرية إلى أكثر من ضعف سعر الجملة في العديد من الحالات. على سبيل المثال، سجل سعر كيلو البطاطس في سوق العبور للجملة حوالي 9 جنيهات، في حين ارتفع سعره لدى تجار التجزئة إلى ما بين 16 و17 جنيهًا، وبالمثل بلغ سعر البطاطا في الجملة 3 جنيهات، مقابل 10 جنيهات في الأسواق، بينما تراوح سعر المانجو بين 35 جنيهًا في الجملة و55-60 جنيهًا لدى التجزئة، ويُعزى هذا الاختلاف إلى تأثير زيادة أسعار الوقود على تكاليف النقل والتوزيع، مما يفاقم الفجوة في تسعير المنتجات الزراعية خلال عملية تداولها من المزارع حتى وصولها إلى يد المستهلك النهائي.

الأسباب الرئيسية وراء الفجوة السعرية وتأثيرها على حركة المنتجات الزراعية

يرجع الخبراء والتجار أسباب تضخم الفارق بين أسعار الجملة والتجزئة إلى مجموعة من العوامل المترابطة التي تعكس تأثير ارتفاع أسعار الوقود على حركة المنتجات الزراعية، منها:

• تعدد مراحل التداول مرورًا بالمزارع، تاجر الجملة، تاجر نصف الجملة، ثم تجار التجزئة، حيث يضيف كل طرف هامش ربح جديد يتحملها المستهلك
• ارتفاع تكاليف النقل والتخزين، مع تعرض بعض المنتجات لهدر أثناء عمليات النقل أو التخزين، مما يدفع التجار لتعويض الخسائر برفع الأسعار
• ضعف الرقابة على الأسواق، وهو ما يتيح لتجار التجزئة حرية تحديد الأسعار دون التقيد بهوامش ربح معقولة
• زيادة الطلب الموسمي، خصوصًا في مواسم الذروة مثل موسم المانجو والبطاطس الجديدة، ما يحفز بعض التجار على استغلال الزيادة في الإقبال برفع الأسعار
• عدم وجود تسعيرة استرشادية واضحة من الجهات المختصة، الأمر الذي يؤدي إلى تفاوت الأسعار بشكل ملحوظ بين المناطق المختلفة

تعكس هذه المعطيات كيف أن تأثير زيادة أسعار الوقود يمتد أبعد من مجرد ارتفاع تكلفة النقل، ليشمل عوامل أخرى تزيد من تعقيد حركة المنتجات الزراعية، مما يسبب تفاوتات سعرية كبيرة تؤثر بشكل مباشر على قدرة المستهلكين على شراء هذه السلع الأساسية.