دار الإفتاء المصرية توضح حكم صيام عشر ذي الحجة الذي أثار جدلا بمناسبة دخول الشهر

{وَٱلۡفَجۡرِ (1) وَلَيَالٍ عَشۡرٖ (2) وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ (3) وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَسۡرِ (4) هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ (5)} [الفجر]، هذه الآيات الأول من سورة الفجر ونرى أن الله عز وجل فيها أقسم بالفجر والليالي العشر والشفع والوتر والليل إذا يسر، وقد أجمع المفسرون على أن المقصود بالليالي العشر هي العشر الأول من شهر ذي الحجة، ونحن مقبلون على هذه العشر المباركات يتساءل الناس عن حكم صيام عشر ذي الحجة.

حكم صيام عشر ذي الحجة

وقد أجابت دار الإفتاء على حكم صيام عشر ذي الحجة بأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم التسع من ذي الحجة؛ وعن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس” [ رواه أبو داوود في السنن و صححه الشيخ الألباني]، وعن حفصة رضي الله عنها قالت: “أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة” [رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه] .

أخطاء بخصوص صيام عشر ذي الحجة

وقد توهم بعض الناس كراهة صيام هذه العشر، لما ورد في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائمًا في العشر قط”.

وقد أزالت دار الإفتاء هذا التوهم وذكرت ما قاله الإمام النووي في “شرحه على مسلم” (8/ 71-72): (قال العلماء: هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر، والمراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة. قالوا: وهذا مما يتأول، فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي مستحبة استحبابًا شديدًا لاسيما التاسع منها وهو يوم عرفة…ثم قال الإمام النووي: فيتأول قولها “لم يصم العشر” أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تره صائمًا فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر).

close