الأنقى بين النجوم: دراسة تكشف عن نجم فائق الصفاء بالقرب من درب التبانة

اكتشاف نجم عملاق أحمر ذو نقاء كيميائي غير مسبوق يمثل حدثًا فلكيًا نادرًا، حيث يحتوي هذا النجم على أدنى تركيز للعناصر الثقيلة “المعادن” المسجلة في أي نجم مرصود حتى الآن، مما يجعله أقرب نموذج للنجوم الأولى التي وُجدت في الكون منذ نشأته.

اكتشاف نجم عملاق أحمر بنقاء كيميائي غير مسبوق وتحدي قواعد تكوين النجوم

أعلن علماء الفلك عن رصد نجم عملاق أحمر يُدعى “SDSS J0715-7334” يمتاز بأدنى نسبة معادن سجلتها الملاحظات، وهو ما يتعارض مع المفاهيم التقليدية لتكوين النجوم التي تعتمد على وجود “عتبة تبريد البنية الدقيقة” الضرورية لتشكل النجوم نظريًا؛ إذ يحتوي النجم على كمية معادن منخفضة إلى حد يتجاوز توقعات هذه القاعدة، ما يجعله حالة غريبة وفريدة في مجاله.

يمتاز النجم المكتشف بحجمه الكبير الذي يتجاوز كتلة الشمس بنحو 30 مرة، ويُعتبر ثاني أكثر نجوم العملاق الأحمر نقاءً كيميائيًا بعد النجم السابق صاحب أدنى معدنية مسجلة؛ لكنه الآن يحمل الرقم القياسي بنسبة معدن أقل مما سبق، الأمر الذي يدل على مكوناته الأولية النقية للغاية.

أهمية نجم SDSS J0715-7334 في فهم تشكل النجوم الأولى داخل مجرة درب التبانة

يمثل النجم “SDSS J0715-7334” نموذجًا حيويًا لنوعية النجوم التي تشكّلت في المراحل الأولى بعد الانفجار العظيم، والتي لم تشاهد بشكل مباشر من قبل؛ إذ يبعد هذا النجم عنا حوالي 85,000 سنة ضوئية، ويتوضع على حافة مجرتنا، درب التبانة.

السمات الأكثر تميزًا في هذا النجم تكمن في انخفاض جذري بتركيز الكربون، وهو ما يختلف تمامًا عن النجوم الأخرى الفقيرة بالحديد، التي تظهر غالبًا مستويات مرتفعة نسبيًا من الكربون؛ مما كان يضفي عليها معدنية كلية أعلى. هذه الخاصية توضح أن “SDSS J0715-7334” هو بلا شك سليل مباشر لأحد نجوم “الجيل الأول”، التي كونت من سحب الغاز الهيدروجينية البدائية.

كيف يمكن لنجم عملاق أحمر منخفض المعادن أن يتشكل؟ دور الغبار الكوني وتلسكوب غايا

يأتي هذا الاكتشاف ليدحض الفكرة السائدة التي تنص على استحالة تكوين النجوم ذات المعدنية المنخفضة جدًا، مستندًا إلى نتائج دراسة نشرها فريق البحث في سبتمبر عبر خادم “arXiv” العلمي؛ حيث يُعتقد أن وجود الغبار الكوني – وهو بقايا النجوم والكواكب المتحللة – قد يلعب دورًا مهمًا في تبريد سحب الغاز، مما يمكن من بدء عمليات تكوين النجوم حتى في بيئات ضعيفة المعادن.

تم رصد النجم من خلال بيانات مرصودة بواسطة تلسكوب “غايا” الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، الذي يعمل ضمن برنامج “MINESweeper” المكرّس للبحث عن النجوم النادرة والفريدة في مجرتنا. ويُعد هذا البرنامج أداة حيوية لاكتشاف مثل هذه النجوم التي تفتح آفاقًا جديدة لفهم تاريخ الكون وتطوره.

• أدنى تركيز للعناصر الثقيلة في نجم مرصود
• استناد التكوين إلى سحب الهيدروجين البدائية
• دور الغبار الكوني في تبريد وبدء تكوين النجوم
• استخدام تلسكوب “غايا” وبرنامج “MINESweeper” لاكتشاف النجوم النادرة