ناقلات النفط السعودية تتبع مسارًا أطول عبر رأس الرجاء الصالح لتجنب المخاطر في طريق سوريا

ناقلة نفط من السعودية تختار مسار رأس الرجاء الصالح إلى سوريا بدل المرور عبر البحر الأحمر

رحلة ناقلة النفط السعودية التي تحمل علم ليبيريا باسم “بيتاليدي” أثارت اهتمام منصة الطاقة بعد إعلان توجهها نحو سوريا عبر مسار غير تقليدي وطويل مرورًا برأس الرجاء الصالح، بدلاً من الطريق المعتاد عبر البحر الأحمر، ما يعكس عوامل اقتصادية وعملية مؤثرة في نقل النفط الخام إلى المصفاة السورية.

تفاصيل حمولة ناقلة النفط الخام وتوقفها في رأس تنورة

الناقلة تحمل خام الحوت من منطقة الخفجي السعودية، وهو نوع من الخام يُستخرج من حقل نفطي مهم في المنطقة الشرقية؛ إذ توقفت قبل بدء رحلتها البحرية لتحميل مكثفات ناتجة من حقل الخف بهدف مزجها مع خام الحوت المخصص للتصدير، وذلك لتلبية المعايير الفنية التي تشترطها مصفاة بانياس السورية. عملية المزج هذه تهدف إلى تحسين جودة الخام لتتلاءم مع متطلبات التكرير في مصفاة بانياس، والتي تستقبل شحنات النفط لتكريرها وتحويلها إلى منتجات نفطية متعددة تخدم السوق السورية.

أسباب اختيار مسار رأس الرجاء الصالح بدل البحر الأحمر

اختيار الناقلة لمسار رأس الرجاء الصالح بعيدًا عن البحر الأحمر جاء نتيجة مزيج من أسباب اقتصادية ولوجستية، أبرزها:

  • امتلاء خزانات النفط في سوريا، حيث يحتاج شاغلو الخزانات إلى فترة انتظار تقترب من الشهر قبل وجود متسع لاستقبال الشحنة الجديدة
  • ارتفاع تكاليف تأمين السفن في مضيق البحر الأحمر بسبب المخاطر الأمنية، مما دفع الشركة المالكة للناقلة لاختيار مسار أطول لكنه أكثر أمانًا وأسهل اقتصاديًا

هذا المسار الطويل عبر رأس الرجاء الصالح يوفر أمانًا اقتصادياً أكبر بالرغم من زيادة زمن الرحلة، وهو ما يعكس توازنات معقدة بين الأمن اللوجستي وتوفير التكاليف لتأمين شحنات النفط.

التحليل الاقتصادي واللوجستي لمسار ناقلة النفط السعودية

يمكن وصف اختيار مسار الناقلة بيطاليدي عبر رأس الرجاء الصالح كاستراتيجية محسوبة مبنية على مقاييس الأمان والكلفة في نقل خام الحوت إلى سوريا، حيث تشمل الحسابات الاقتصادية عوامل متعددة جديرة بالاهتمام:

العاملتأثيره على اختيار المسار
تكلفة التأمين في البحر الأحمرمرتفعة جدًا وتزيد من نفقات الرحلة بشكل ملحوظ
امتلاء خزانات النفط السوريةيجبر الناقلة على انتظار طويل قبل التفريغ، مؤثر في جدولة الرحلة
مدة الرحلةأطول عبر رأس الرجاء الصالح لكن أكثر أمانًا من الناحية الاقتصادية

وفقًا لهذه العوامل، يمكن القول إن الخيار المسار عبر رأس الرجاء الصالح جاء استجابةً لما تتطلبه الظروف الراهنة على صعيد الأسواق وقضايا الأمان البحري، الأمر الذي انعكس على تخطيط عمليات نقل الخام وصياغة الاستراتيجيات اللوجستية المعتمدة من قبل الناقلات.

في ضوء ما سبق، تلعب قرارات اختيار مسار ناقلة النفط دورًا جوهريًا يؤثر على كيفية وصول شحنات الخام إلى الأسواق المستهدفة؛ خصوصًا في ظل التغيرات التي تطرأ على بيئة السوق ومتطلبات الأمان الاقتصادي والبحري.