كرة القدم الإماراتية والمواهب السنية: فراغ الفرص وتحديات التطوير المستمر
تأثير عدم تحديد سقف للمواهب على تطور كرة القدم الإماراتية السنية
عندما نتحدث عن كرة القدم الإماراتية والمواهب السنية، نجد أن الاهتمام بالمراحل العمرية المختلفة يعد أساساً لا يمكن إغفاله، وهذا ما أدركته خلال فترة عملي في الإمارات قبل سنوات، حيث رأيت كيف كانت الرعاية تحيط بتلك الفئات الصغيرة بهدف بناء مستقبل قوي للرياضة الوطنية. ولكن مع تطور الأوضاع، فوجئت بأن اتحاد كرة القدم اتخذ قرارًا بفتح باب الانضمام للمواهب دون تحديد سقف، سواء للمواطنين أو للجنسيات الأخرى المقيمة أو حتى الخارجية، مما أدى إلى تدفق أعداد كبيرة من اللاعبين من مختلف الجنسيات والبلدان، وهذا التوجه رغم نواياه الطيبة يحمل تحديات عدة على كرة القدم الإماراتية السنية.
تراجع عدد المواهب الإماراتية الحقيقية في البطولات السنية ودور الأندية
على الرغم من جمال فكرة استقبال المواهب وتشجيع التنوع داخل كرة القدم السنية الإماراتية، إلا أن غياب التنظيم في تحديد نسب المشاركة تسبب في تناقص كبير في أعداد المواهب الإماراتية الحقيقية بالمنافسات من تحت 11 وحتى 19 سنة، إذ أصبحت هذه الفئات السنية غالباً في قبضة اللاعبين من جنسيات أخرى. وللأسف، تشهد الأندية أحيانًا تفضيلاً لمصالحها الخاصة على حساب دعم اللاعبين المواطنين، مما ينعكس سلبًا على جودة وتطور الكوادر المحلية. ومما يفاقم المشكلة، أن تلك الأندية لا تضع سقفًا منطقيًا لاستقدام اللاعبين من الخارج، مما يضع المواهب الوطنية في موقف صعب للحصول على فرص مناسبة.
قصة عمر حمد: نموذج نجاح المواهب الإماراتية في ظل ظروف المنافسة المفتوحة
يروي لي صديقي الإماراتي صورة واقعية تلخص الأزمة بوضوح، حيث انضم لاعب مواطن صغير يدعى عمر حمد إلى أحد الأندية الكبرى، لكنه شعر بالإهمال وعدم المشاركة في دوري تحت 11 سنة، ما دفعه للانتقال إلى نادٍ في الإمارات الشمالية يسمح فقط للمواطنين باللعب حتى سن 19. هناك تفجرت مواهبه ليصبح هداف فريقه الجديد، وقد التقى هذا الفريق بفريقه القديم في مباراة حماسية سجل فيها عمر أربعة أهداف من أصل ستة في فوز كاسح لمواطنين فقط على فريق معتمد بشكل كبير على لاعبين من جنسيات أخرى في تاريخ 28 سبتمبر الماضي.
- فتح باب الانضمام للمواهب دون سقف محدد.
- تراجع مشاركة اللاعبين الإماراتيين في البطولات السنية.
- أهمية توفير فرص حقيقية للمواهب الوطنية داخل الأندية.
- قصص نجاح تعكس الإمكانات الحقيقية للمواهب المحلية.
| الفئة العمرية | الوضع الحالي للمواهب الإماراتية |
|---|---|
| تحت 11 سنة | انخفاض ملحوظ في أعداد اللاعبين المواطنين |
| تحت 19 سنة | غلبة اللاعبين غير المواطنين في المنافسات |
توضح هذه المواقف والتجارب الحقيقية مدى ضرورة إعادة النظر في سياسات الانضمام للمواهب وتحديد نسب عادلة تضمن حماية حقوق اللاعب الإماراتي، مما يضمن استمرارية تطور كرة القدم في الدولة. تجربة عمر حمد ليست فقط انتصاراً شخصياً، بل نموذجاً حياً على القدرات الكامنة التي قد تضيع ما لم تُمنح الفرص المناسبة، ويجب أن تؤخذ هذه الدروس بعين الاعتبار لمواجهة التحديات التي كشفت عنها البطولات الأخيرة.
