النظام الحلقي الأول حول جرم فضائي غامض يكشف أسراراً جديدة في دراسة الفضاء

نظام حلقات كونية يتشكل حول جرم فضائي صغير يُعد اكتشافًا علميًا غير مسبوق، يصحبه فهم جديد لتكوين الحلقات في الفضاء حول الأجسام الصغيرة. هذا النظام الحلقي يتألف من أربع حلقات رئيسية تحيط بجرم يُدعى «شيرون»، وهو جرم قنطوري يجمع خصائص المذنبات والكويكبات ويقع بين كوكبي زحل وأورانوس، مما يجعله موضوع اهتمام كبير بين العلماء.

تفاصيل نظام حلقات كونية يتشكل حول جرم شيرون القنطوري

أظهر الاكتشاف أن نظام الحلقات الكونية الذي يتشكل حول جرم شيرون يتألف من 4 حلقات رئيسية إلى جانب سحابة من المواد المنتشرة حولها؛ حيث تقع ثلاث حلقات داخلية على مسافات بين 273 و438 كيلومترًا من مركز شيرون، بينما تمتد الحلقة الرابعة الخارجية لمسافة غير مألوفة تصل إلى 1400 كيلومتر، ما يطرح تساؤلات مهمة حول كيفية استقرار هذه الحلقة وآليات تكوينها؛ ويركز العلماء على دراسة هذه الظاهرة بفضل بيانات مرصد «بيكو دوس دياز» في البرازيل التي تم جمعها على مدار 12 عامًا، مؤكدين أن الحلقات تتغير مع الوقت مما يدل على كون النظام ديناميكيًا يتطور أمام أعين الباحثين.

كيفية تكوين نظام حلقات كونية يتشكل حول جرم شيرون وأصل الحلقات

تشير الأبحاث إلى أن الحلقات المحيطة بشيرون تتكون أساسًا من جليد الماء المختلط بمواد صخرية، وهي مشابهة في تكوينها لحلقات كوكب زحل الشهيرة، مع افتراض أن جليد الماء يلعب دورًا هامًا في منع جزيئات الحلقات من التكتل وتكوين أقمار؛ ويطرح الباحثون عدة سيناريوهات محتملة لأصل هذه الحلقات منها: وجود حطام من اصطدام كوني أدى إلى تدمير قمر تابع لشيرون، أو ناتج عن تصادمات متكررة لأجسام أصغر، أو ربما من مواد تنبعث من شيرون نفسه أثناء نشاط يشبه نشاط المذنبات.

أهمية اكتشاف نظام حلقات كونية يتشكل حول جرم صغير لفهم الكواكب والأجرام الفضائية

يمثل هذا النظام الحلقي المتطور مختبرًا طبيعيًا فريدًا لفهم الطريقة التي تنشأ بها الحلقات والأقمار حول الأجرام الصغيرة؛ ويبين تنوع أنظمة الحلقات في مجموعتنا الشمسية أن هذه الظاهرة شائعة ويمكن أن تتشكل في أي مكان تتوافر فيه الظروف الفيزيائية الملائمة؛ كما استُخدمت تقنية «الاحتجاب النجمي» لرصد مرور شيرون أمام نجم بعيد، وقياس التغيرات الدقيقة في ضوء النجم، مما أتاح التوصل إلى خريطة دقيقة للغاية لبيئة الجرم بتفاصيل تصل إلى مستوى الكيلومترات.

• نظام حلقات كونية يتشكل حول الأجرام الصغيرة يدل على انتشار الظاهرة أكثر مما كان متوقعًا
• يحسن فهم تشكل الحلقات وأسباب استقرارها في الفضاء
• يوفر دراسة مباشرة للنظام الديناميكي المتغير للحلقات

ينضم جرم شيرون بهذا الاكتشاف المميز إلى قائمة متزايدة من الأجرام الصغيرة التي تمتلك أنظمة حلقية، مستدعيًا إعادة النظر في تصورات العلماء حول تطور الأنظمة الكوكبية، ويعكس هذا التنوّع في حلقات الفضاء ثراء وتعدد الظواهر الفلكية داخل مجموعتنا الشمسية.