تتجه الأنظار نحو مسلسل “عيلة الملك” الذي يعرض في رمضان 2026، ليطرح منظورًا دراميًا اجتماعيًا جديدًا عن الأيام الأخيرة لنظام بشار الأسد، من خلال سرد متقن يجمع بين الواقع والتشويق في إطار درامي مشوق. يبدأ العمل بمشهد “ليلة التحرير” في حي القزاز بدمشق، مراقبًا تعقيدات الحياة اليومية في الأحياء الشعبية والأوساط الثرية قبل سقوط النظام.
تطورات درامية واجتماعية مميزة في مسلسل عيلة الملك قبل سقوط النظام السوري
يعكس مسلسل “عيلة الملك” ظاهرة فرض الأتاوات المفروضة على التجار من قبل جهات أمنية معينة داخل دمشق، مع تسليط الضوء على الواقع الاجتماعي والاقتصادي للأحياء العشوائية التي يقطنها سكان يعانون يوميًا من النفوذ والفساد. تتشابك الأحداث في إطار درامي يمزج بين اللحظات الفكاهية والتوترات الحادة، ما يعزز من قوة السرد وقربه من هموم المشاهدين. ويقدم المؤلفون شادي كيوان، معن سقباني، وميادة إبراهيم، بتوجيه المخرج محمد عبد العزيز، قصة رجل دمشقي ترك عائلته الفقيرة ليتزوج من امرأة من طبقة نافذة، ما سيدفعه لمواجهة تحديات وصراعات مع أجهزة الأمن ونفوذها، ما يعكس جزءًا مهمًا من التحولات الاجتماعية قبل سقوط النظام السوري.
شخصيات معقدة وبصمات فنية مبدعة في مسلسل عيلة الملك خلال رمضان 2026
يضم العمل نخبة من الفنانين الذين أبدعوا في تجسيد أدوار معقدة؛ مثل سلوم حداد في دور “جبري الملك” التاجر الدمشقي ذي النفوذ الكبير، وعبد الهادي الصباغ الذي يؤدي دور أستاذ التاريخ “بشير” الشغوف بطرح أفكار جدلية ضمن الحوارات الدرامية. كما تتألق رنا ريشة بدور ابنته “خولة”، بينما تلعب شكران مرتجى شخصية “سندس” التي تعاني طي خطوة بعد هجر زوجها، فتخوض تحديات اجتماعية وعاطفية مع شاب أصغر منها. تضفي شخصية “نور” التي تجسدها صفاء سلطان رونقًا خاصًا من خلال كونها الزوجة الرابعة السرية للبطل ونفوذها السياسي الملتبس بين علاقاتها في الملهى الليلي. ومن جهة أخرى، استلمت ديما بياعة دور “سلوى” بعد انسحاب أمل عرفة، مما يعكس التغيرات التي طرأت على هيكل العمل وطاقمه الفني.
رؤية إنتاجية مبتكرة ومسارات فنية متجددة لمسلسل عيلة الملك في رمضان
اتبع المخرج محمد عبد العزيز أسلوب الورشة الفنية الذي وظفه سابقًا في “ليالي روكسي”، ما أسهم في توحيد الرؤية الإبداعية للعمل، مع تصوير دقيق في دمشق استهدف إبراز تفاصيل الحياة السورية اليومية بواقعية عالية. شهد المسلسل عودة قوية للفنانة لينا دياب بعد غياب عشر سنوات، متجددة عبر تجربتها أمام كاميرا عبد العزيز. كما برز انسحاب أمل عرفة لأسباب تتعلق بتضارب مواعيد عملها، ليحل مكانها سلوى معمار، مما يعكس الحيوية والديناميكية التي تفرضها ظروف الإنتاج داخل الدراما السورية المعاصرة. يقدم “عيلة الملك” صورة متكاملة للحياة الاجتماعية والدرامية قبل سنة فاصلة في تاريخ سوريا، ويمنح الجمهور تجربة تفاعل مع تحولات المجتمع وتعقيداته عبر شخصية وشخوص تنبض بالحياة والواقع.
