الكلمة المفتاحية: إشارة كونية عنوان المقال: إشارة كونية غامضة تنبعث من أعماق المجرة وتفتح باب تساؤلات حول أحداث كونية محتملة

مجموعة العلماء رصدت موجة عملاقة تجتاح مجرة درب التبانة، تغير فهم حركة النجوم بتموج يمتد لألف سنة ضوئية من مركز المجرة مما يعكس تفاعلات معقدة ربما ناشئة عن اصطدام قديم مع مجرة قزمة أو تموجات داخلية ضمن المجرة، ويعد هذا الاكتشاف استثنائيًا في دراسة حركة النجوم بفضل بيانات التلسكوب الفضائي “غايا” التي ستقدم تفاصيل أكثر دقة للحركات المجرّية الغامضة.

تموجات المجرة درب التبانة وتأثيرها على حركة النجوم

تبدو مجرتنا، درب التبانة، وكأنها بحر كوني يتأرجح ويهتز، لا مجرد قرص هادئ ومستقر كما كان يعتقد سابقًا؛ فقد كشف العلماء عن موجة ضخمة تجتاح قرص المجرة الواسع، وتشكل هذه الموجة حركة تموجية تمتد آلاف السنين الضوئية من المركز، كما لو ألقي حجر ضخم في بحيرة ساكنة، ما أدى إلى اهتزاز النجوم في مدارات غير مستقرة، وهذا التغير في الفهم ربط بين مؤشرات اهتزازات معروفة مسبقًا وبين تحركات لم تُكتشف إلا بفضل الرصد ثلاثي الأبعاد الدقيق بواسطة “غايا” التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.

تموجات المجرة درب التبانة تمتد إلى عشرات آلاف السنين الضوئية

تشير الخرائط الحديثة التي صممها فريق إيلويزا بوتّجيو بالمركز الوطني للفيزياء الفلكية في إيطاليا إلى أن هذه الموجة تؤثر على حركة النجوم على مسافات تتراوح بين 30 و65 ألف سنة ضوئية من مركز المجرة، حيث يظهر قياس السرعة الثلاثي الذي يعتمد عليه “غايا” أن النجوم في بعض المناطق تعلو فوق مستوى قرص المجرة بينما تنخفض في مناطق أخرى، مكونة نمط تموجي يتوافق مع سلوك الموجات الكلاسيكية؛ هذا الاكتشاف يعيد صياغة تصورنا عن قرص المجرة الخارجي ويبرهن على أن الغاز والنجوم الصغيرة حديثة الولادة تتحرك وفق هذا التموج كما لو أنها تحتفظ بذكرى اهتزازات قديمة تتفاعل حتى اليوم بحركتها الجمعية، ما يعزز الفكرة القائلة بأن قرص درب التبانة ليس جسمًا صلبًا ثابتًا، بل هو مرن ويتأثر بالصدمات الكونية والقوى الجاذبية الناجمة عن المجرات المجاورة.

  • تموجات تمتد على بعد 30 إلى 65 ألف سنة ضوئية
  • ارتفاع وانخفاض النجوم فوق وتحت قرص المجرة
  • تفاعل القرص مع الصدمات الكونية وجاذبية المجاورة

أصل موجة درب التبانة العملاقة بين الاصطدامات والتموجات الداخلية

لا يزال تحديد مصدر موجة درب التبانة العملاقة مجهولًا، حيث يعتقد بعض العلماء أن الاصطدام مع مجرة قزمة بالقرب من درب التبانة قد يكون السبب في حدوث هذه التموجات التي لا تزال تؤثر في حركة النجوم حتى الآن، بينما يقترح آخرون ارتباطها بتموج أصغر يعرف باسم “موجة رادكليف” التي تبلغ امتداداتها حوالي تسعة آلاف سنة ضوئية بالقرب من الشمس، وعلى الرغم من اختلاف موقع كلا الظاهرتين داخل القرص المجري، إلا التشابه البين بين هيكليهما يثير تساؤلات حول احتمال أنهما وجهان لديناميكية واحدة غير مكتشفة بالكامل، وهذا يدفع العلماء إلى إعادة النظر في سؤال محوري: هل مجرة درب التبانة ما زالت تتعافى من صدمة اصطدام قديم؟ أم أن هذه التموجات هي جزء طبيعي لا يتجزأ من بناءها الداخلي؟

النظريةالوصف
اصطدام قديم مع مجرة قزمةسبب الموجة العملاقة وتأثيرها طويل الأمد على حركة النجوم
التموج الداخلي “موجة رادكليف”تموج أصغر قرب نظامنا الشمسي يرتبط بحركة النجوم المحلية

توقعات بيانات غايا القادمة لإلقاء الضوء على تموجات المجرة درب التبانة

الإصدار القادم من بيانات “غايا” في العام المقبل يتوقع أن يقدم دقة غير مسبوقة في قياس حركة النجوم المتغيرة مثل نجم الشفق “سيفيد”، حيث سيمكن هذا التقدم العلماء من رسم خرائط أكثر تفصيلًا ووضوحًا لتموجات المجرة التي تجتاح درب التبانة، مما يسهم في فهم أفضل لتاريخ المجرة وتطورها، ففي المستقبل القريب ربما تُكشف طبيعة هذه التموجات، إن كانت ناتجة عن هزات وذكريات اصطدام كوني قديم، أم أن قلب المجرة ينبض بموجات طبيعية تحكي حكاية ميلادها وبنائها.

يبقى هذا الاكتشاف علامة بارزة في حركة النجوم داخل مجرتنا، حيث تكشف تموجات المجرة درب التبانة عن جانبيها الديناميكي والنابض بالحياة، فتلك الموجة ليست فقط ظاهرة فيزيائية بل هي سرد كوني يحكي قصة عريقة عن نشأة الكون وتطور المجرات، وكل خطوة بحثية جديدة تضيف المزيد من الحروف إلى قصة المجرة التي نعيش بها ونتأملها عبر السماء.