أسعار الذهب والفضة تقفز لمستويات تاريخية وسط تجدد التوترات التجارية ومشتريات البنوك المركزية شهدت أسعار الذهب والفضة والقفزات القياسية ارتفاعًا غير مسبوق خلال جلسة الاثنين 13 أكتوبر 2025، حيث جاءت هذه القفزات مدعومةً بشكل رئيس من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب عمليات الشراء المكثفة التي قامت بها البنوك المركزية حول العالم، مما عزز الطلب على هذه المعادن كملاذات آمنة في ظل حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي.
ارتفاع أسعار الذهب والفضة في ظل تجدد التوترات التجارية العالمية
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا، حيث وصل سعر الذهب الفوري إلى 4060.01 دولارًا للأونصة، مع تسجيل ذروة تاريخية لم يسبق لها مثيل، وهو ما جاء نتيجة لموجة طلب قوية من صناديق الاستثمار والبنوك المركزية في ظل بيئة جيوسياسية مشحونة ومخاوف تجارية. وتمتد مكاسب الذهب إلى الأسبوع الثامن على التوالي، محققًا بذلك أطول موجة صعود منذ عام 2019. أما أسعار الفضة، فقد قفزت بنسبة 1.1% مقتربة من حاجز 51 دولارًا للأونصة، وسط أزمة سيولة غير مسبوقة في سوق لندن، أدت إلى ظاهرة “الضغط القصير” التي أجبرت البائعين على تغطية مراكزهم المكشوفة، مما تسبب في ارتفاع حاد ومفاجئ في الأسعار. ولاحظ المتعاملون الفارق الكبير بين أسعار الفضة في لندن ونيويورك، حيث دفع ذلك بعضهم إلى نقل السبائك جواً للاستفادة من تلك الفرصة السعرية النادرة.
صعود جماعي للمعادن النفيسة مدفوع بالتوترات التجارية وتدخل البنوك المركزية
لم يقتصر الارتفاع على الذهب والفضة فحسب، بل شهد أيضًا معدن البلاتين ارتفاعًا إلى 1630 دولارًا للأونصة، والبلاديوم وصل إلى 1445 دولارًا للأونصة، بزيادة تجاوزت 2%، مدعومين بمخاوف متزايدة من فرض رسوم أمريكية على المعادن الحيوية في إطار تحقيقات القسم 232. ومنذ بداية عام 2025، شهدت أسعار الذهب والفضة والمعادن الأخرى مثل البلاتين والبلاديوم ارتفاعات تصل إلى ما بين 50% و80%، مستفيدة من جملة عوامل منها:
- مشتريات ضخمة من البنوك المركزية لزيادة احتياطياتها
- تنامي حيازات صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) في المعادن النفيسة
- سياسات التيسير النقدي التي يتبعها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
- تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين
- مخاوف من توقف النشاط الحكومي الأمريكي أو إغلاق الحكومة
- نقاشات متواصلة حول استقلالية سياسات الفيدرالي الأمريكي وتأثيراتها المحتملة
تأثير التهديدات الأمريكية والحوار على أسواق الذهب والفضة
جاء هذا الصعود الحاد في أسعار المعادن بعد تصريحات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية قد تصل إلى 100% على الواردات الصينية، إلا أنه سرعان ما خفف من حدة هذه التهديدات بالإعلان عن انفتاحه على الحوار. ووصف المحلل كايل رودا من شركة “كابيتال دوت كوم” أن عودة التوترات التجارية بهذا التوقيت أشعلت من جديد الطلب على الذهب كملاذ آمن يستحق الاحتفاظ به، خصوصًا مع تناقص تأثيرات العوامل الجيوسياسية التي كانت تؤثر تدريجيًا في السوق سابقًا.
المعدن | السعر الحالي (دولار للأونصة) |
---|---|
الذهب | 4060.01 |
الفضة | 50.20 |
البلاتين | 1630 |
البلاديوم | 1445 |
تبقى الأسواق متيقظة لمزيد من التطورات المرتبطة بالتحقيق الأمريكي حول المعادن الحيوية، والذي يُرجح أن يشكل نقطة محورية قد تظهر معها حركة جديدة في الأسعار، كما تتجه الأنظار صوب أي إشارات نقدية أو سياسية من الولايات المتحدة. في هذا الإطار، يستمر الذهب والفضة بقيادة قائمة الأصول المفضلة لحماية المستثمرين من المخاطر الاقتصادية المتصاعدة، متمسكين بموقعهما كعناصر تحوط رئيسية في المشهد المالي العالمي