تغيرات المريخ.. ناسا تكشف عن أدلة جديدة تؤكد تكرار تأثير الماء على كوكب المريخ

المريخ وحياة محتملة: أدلة جديدة تكشف عن فترات تدفق الماء وبيئات صالحة للحياة

لطالما كان السؤال حول وجود حياة على المريخ محور اهتمام العلماء والباحثين، باعتباره الكوكب الأقرب الذي قد يحتضن أشكالاً من الحياة خارج الأرض، وقد كشفت مركبة بيرسيفيرنس الجوالة التابعة لناسا عن أدلة جديدة تؤكد أن المريخ شهد عدة فترات من تدفق المياه التي خلقت ظروفاً محتملة لدعم الحياة في تاريخه.

معادن فوهة جيزيرو تكشف أسرار بيئات صالحة للحياة على المريخ

تمكّن العلماء من تحديد ما يقارب عشرين نوعاً من المعادن عبر الصخور البركانية في فوهة جيزيرو على سطح المريخ، والتي تعكس تفاعلات سائلة مختلفة تركت بصمات كيميائية متطورة؛ حيث تشير هذه المعادن إلى وجود بيئات متعددة صالحة للحياة عبر أزمنة متباعدة. وقد لاحظ الباحثون أن الماء غيّر تركيبة الصخور إلى أملاح ومعادن طينية، مما كشف عن ثلاث مراحل رئيسية من النشاط المائي على المريخ:

  • مرحلة المياه الحمضية الساخنة والمحدودة المواقع والتي تميزت بقساوة تجعلها أقل ملاءمة للحياة.
  • مرحلة المياه المعتدلة والحيادية التي وفرت بيئات أكثر ملاءمة وعلى مساحة أوسع.
  • مرحلة المياه القلوية منخفضة الحرارة والواسعة الانتشار، والتي تعتبر مثالية جداً لدعم الحياة حسب المعايير الأرضية.

وصرحت إلينور مورلاند، قائدة الدراسة وطالبة الدراسات العليا في جامعة رايس، بأن المعادن الموجودة تدعم وجود فترات زمنية متعددة من تفاعل الصخور البركانية مع المياه السائلة، مما يدل على توفر بيئات صالحة للحياة في أكثر من وقت خلال تاريخ المريخ.

تصنيف مجموعات المعادن ودلالاتها على ظروف بيئية متعددة على المريخ

تقسّم المعادن المكتشفة إلى ثلاث مجموعات رئيسة كل منها يعكس نوعية ظروف بيئية معينة في فوهة جيزيرو؛ فالمجموعة الأولى تضمنت معادن مثل غريناليت وهيسينغيريت وفيروألومينوسيلا دونيت، التي تشكلت في مياه ساخنة حمضية محصورة في قاع الفوهة، مما يعكس بيئات شديدة القساوة. أما المجموعة الثانية فاحتوت على معادن طينية وزيوليت مثل مينيسوتايت وكلينوبتيلوليت التي تشكلت في مياه معتدلة ومنطقة أوسع، مما وفر ظروفاً أكثر ملاءمة للحياة. فيما تمثل المجموعة الثالثة معادن تشكلت في مياه ذات طبيعة قلوية ومنخفضة الحرارة كالسيبيوليت، والذي كان واسع الانتشار في جميع المناطق التي تم استكشافها، ويُعتبر مثالياً للغاية للحياة من منظور الأرض.

المجموعة نوع المعادن ظروف التشكّل
الأولى غريناليت، هيسينغيريت، فيروألومينوسيلا دونيت مياه حمضية ساخنة، مواقع محدودة
الثانية مينيسوتايت، كلينوبتيلوليت مياه معتدلة وحيادية، مساحة أوسع
الثالثة سيبيوليت مياه قلوية منخفضة الحرارة، واسعة الانتشار

بين البحث عن حياة قديمة وآفاق استكشاف المريخ المستقبلية

تشير وفرة المعادن مثل سيبيوليت إلى فترة طويلة من وجود المياه السائلة التي أوجدت بيئات صالحة للحياة وملأت الرواسب في فوهة جيزيرو، الواقعة على مساحة 28 ميلاً. واستناداً إلى الأدلة التي جمعتها مركبة بيرسيفيرنس منذ هبوطها في 2021، تضمنت الفوهة بحيرة قديمة ودلتا نهرية مع تكوينات صخرية وجزيئات عضوية غير معتادة. تؤكد هذه الاكتشافات أن ظروفاً ملائمة للحياة على المريخ تكررت عدة مرات خلال تاريخه، مما يؤكد الطابع الديناميكي والمعقد للنشاط المائي في تلك المنطقة.

كل اكتشاف جديد في مجال المعادن لا يعزز فهم العلماء لاحتمالية دعم المريخ للحياة فقط، بل يساعد أيضاً في توجيه مركبة بيرسيفيرنس لاختيار عينات ذات أهمية علمية عالية لجمعها وإعادتها إلى الأرض مستقبلاً، لترسيخ المعارف حول هذا الكوكب الأحمر وجواب السؤال المتعلق بوجود حياة قديمة عليه.

المصدر: العربية نت