عندما نرفض أي شيء أو نتحدث عن الموقف لم يحدث ولن يحدث، دائمًا نقول “من رابع المستحيلات” وكلنا بلا استثناء متفقين على رقم 4، فمثلاً لن تجد من يقول من ثالث المستحيلات أو ثاني المستحيلات، فلماذا بالتحديد اتفقنا على رابع المستحلات؟ وحتي نجيب على هذا السؤال، نحتاج أن نعرف أصل الحكاية، ومن أجل معرفة أصل هذه الحكاية سنعود للوراء قليلاً في هذا المقال لفتره انتشار أساطير هذه المستحيلات وبالتحديد عند العرب.
ما هي المستحيلات الأربعة؟
في الواقع هذه المستحيلات عبارة عن ثلاثة أساطير عند العرب القدماء وأي مستحيل بالنسبة لنا يكون هو المستحيل الرابع لها، وهذه المستحيلات الثلاثة هي:
- المستحيل الرابع (أسطورة الغول)
ذُكر الغول في كثير من القصص والحكايات العربية الشعبية القديمة، وكلمة غول المقصود بيها مجموعة مكونة من سبع شياطين يعيشون في العالم السفلي تحت الأرض، أجسامهم سوداء وملامح وجههم ممسوحة، والأسطورة تقول أن لديهم قدرات سحرية مثل قدرتهم على التشكل في أي شكل من أجل خداع البشر والسيطرة عليهم، وأي أحد يستمع لكلامهم ويطيعهم يأخذوه للعالم السفلي،
- المستحيل الثاني (أسطورة طائر العنقاء)
من أشهر الطيور الخيالية في العالم، ومن أكثر أسباب شهرته هي السلسلة المشهورة هاري بوتر، ولكن أصل العنقاء بدأ من الحضارة الفينيقية، والعنقاء طائر ضخم يشبه النسر بشكله وتكوينه، لكن أكبر منه بمراحل، ويتميز بريشتين طويلتين موجودين على رأسه من فوق، ولديه منقار ومخالب مخيفة ومهيبة ويقال أن بسبب ضخمته لو طار فوق مدينة سيحجب عنها ضوء الشمس، ويطلق صيحات عالية من قوتها لو مدينة سمعتها سيصاب أهلها بالصمم، وأي مدينة تسمع صوته من بعيد تعتبره نذير شؤم وخطر قادم.
- المستحيل الثالث (الخل الوفي)
واحد من الناس التي لم تكن تؤمن بأسطورة الغول والعنقاء الشاعر صفي الدين الحلي الذي ولد وعاش في بغداد في الفترة ما بين 1277 ل1339 ميلاديًا، اشتغل في التجارة ولكنه كان محب للشعر ولأنه كان عايش في الفترة التي دخل المغول فيها بغداد ودمروا الخلافة العباسية تأثر بسبب الظروف الغير مستقرة ومعظم الأبيات اللي كتبها كان يطغي عليها الحزن واليأس وواحد من أشهر الأبيات دي هو البيت اللي قال فيه ” لما رأيته بني الزمان وما بهم خل وفي للشدائد أصطفي أيقنت أن المستحيل ثلاثة الغول والعنقاء والخل الوفي.
- المستحيل الرابع
وبعد انتشار بيت الشعر للصفي الدين وأصبحت المستحيلات ثلاثة الغول، والعنقاء، والخل الوفي أي هو الصاحب الوفي، ومن وقتها أصبحنا نقول على أي مستحيل أخر إنه من رابع المستحيلات.
