أحلام على وسادة (Dreams on a Pillow) لعبة تجسد النكبة الفلسطينية في 1948
عندما يتعلق الأمر بالتاريخ الحديث والأحداث الجارية، فإن حتى أقدم اللاعبين سيجدون صعوبة في تسمية لعبة تتعامل بشكل مباشر مع بعض الموضوعات الشائكة مثل الحروب والنزاعات دون إجراء بعض البحث على Google.
قد تكون الخيارات أكثر عددًا في مجال الألعاب المستقلة، رغم ذلك، فقد قوبلت ألعاب مثل Super Columbine Massacre RPG! و 9-11 Survivor و Darfur is Dying وغيرها بمستويات مختلفة من الخلاف، وها هو نفس السيناريو يتكرر مرة أخرى مع رشيد أبوعيدة، مطور ألعاب فلسطيني مستقل في الضفة الغربية، والذي يعمل على لعبة تدعى أحلام على وسادة (Dreams on a Pillow)، تركز على النكبة الفلسطينية في عام 1948.
يركز السرد في اللعبة على النكبة، والخروج الفلسطيني عام 1948، وتتعمق في لحظة عاطفية ومشحونة سياسياً في التاريخ، Dreams on a Pillow هي لعبة مغامرات شبه ثلاثية الأبعاد مستوحاة من حكاية شعبية تاريخية تناقلها الفلسطينيون النازحون منذ التطهير العرقي الذي كان يسمى النكبة.
الحكاية الشعبية الشفوية هي قصة امرأة أطلقت عليها اللعبة اسم Omm ورحلتها عبر النكبة، وعلى الرغم من الاختلافات العديدة، فإن جميع القصص تشترك في نفس العناصر الأساسية: أم شابة تعيش في فلسطين تجد زوجها مقتولاً على يد الغزاة، فتركض إلى منزلها لاستعادة طفلها حديث الولادة من فراشهما، وبعد فرارها من البلدة في حالة من الذعر، تدرك متأخرة أنها كانت تحمل وسادة بدلاً من طفلها، وقد تختلف نهاية الحكاية الشعبية بشكل كبير بناءً على السرد، في بعض الأحيان يسيطر عليها الحزن والذعر وتفقد عقلها، وفي بعض الأحيان يتم قتلها، وفي بعض الأحيان تنجح في الخروج من وطنها لتعيش مع حزنها ولا تعود إلى المنزل أبدًا طوال حياتها.
لا يتعلق عمل رشيد بقيمة الصدمة أو الجدل الذي تقدمه اللعبة، بل يتعلق بسرد قصة غالبًا ما تتجاهلها وسائل الإعلام السائدة والمنصات التقليدية أو تسيء تمثيلها، وفي مقابلته مع IGN Africa قال:
أنا أروي قصة لم تُروَ من قبل، قصة لا أحد يريد سردها ويحاول الكثيرون التغطية عليها.
يستمر رشيد حاليًا في تطوير لعبته، وهناك شيء واحد واضح حول شغفه، إنه لا يصنع ألعابًا فحسب، بل يقدم دليلاً على أن الألعاب يمكن أن تكون أكثر من مجرد ترفيه، يمكن أن تكون شكلًا ثوريًا لسرد القصص، وقادرة على تحدي التصورات وإلقاء الضوء على القصص غير المروية، ومع التزامه الثابت بالحقيقة والأصالة، يُظهر رشيد للعالم أن الألعاب، عندما تتم بشكل صحيح، يمكن أن تكون أداة قوية للتغيير الاجتماعي.