قدّم أستاذ المناخ بجامعة القصيم “سابقاً”، نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية الدكتور عبدالله المسند، صورة متكاملة عن إعصار النار؛ في ضوء ما تشهده لوس أنجلوس من حرائق كبيرة للغابات؛ مشيرًا إلى ما جاء في القرآن الكريم عن إعصار النار.
وأوضح “المسند” عبر حسابه على منصة “إكس”، أنه “عندما تشتعل الغابات أو الحرائق الكبيرة بشكل واسع وعظيم مثل ما يحدث في مدينة لوس أنجلوس هذه الأيام؛ ترتفع درجة الحرارة إلى مستويات هائلة، تصل أحيانًا إلى نحو 1000 درجة مئوية”.
وأضاف: “فيزيائيًّا، هذه الكتلة الهوائية الحارة ترتفع إلى الأعلى؛ نظرًا لقلة كثافتها بفعل حرارتها العالية؛ مما يكوّن بؤرة أو مركزًا لمنخفض جوي فوق منطقة الحريق”.
وأشار إلى أن “هذا المنخفض يؤدي إلى تخلخل هوائي في المنطقة؛ حيث يتحرك الهواء الأقل حرارة من المناطق المحيطة باتجاه مركز المنخفض لتعويض الهواء الصاعد.. هذه الحركة النشطة للرياح السطحية تعمل على تعزيز قوة وانتشار الحريق في الغابة بسرعة هائلة”.
وتابع: في بعض الحالات، تتسبب هذه الظروف في تكوين أعمدة نارية تدور حول نفسها، تُعرف بـ”إعصار النار” (Fire Tornado)، أو كما يسمى أيضًا “firenado” أو “fire whirl”؛ مبينًا أن “إعصار النار هو الظاهرة المرئية الناتجة عن حركة الهواء الساخن الصاعد إلى طبقات الجو العليا، مصحوبًا بلهب ناري يشكل دوامة نارية مثيرة”.
وأردف: “لعل القرآن الكريم، قبل أكثر من 1400 سنة، أشار إلى هذه الظاهرة الفيزيائية الفريدة التي لم تكن معروفة عند العرب، في قوله تعالى: {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ}، ولأن أرض العرب لا تحتوي على غابات كثيفة؛ لم يشاهد المفسرون هذا المشهد الطبيعي في واقعهم؛ مما دفع بعضهم لتفسير النار بالسَّموم؛ نظرًا لعجزهم عن تخيل هذا المشهد العجيب المتمثل في اجتماع النار مع الإعصار، وهنا تظهر عظمة الإشارة القرآنية لهذه الظاهرة”.
وعلى صعيد الحقائق عن إعصار النار، قال “المسند”: “إعصار النار نادر الحدوث، وإن حدث فعمره قصير للغاية، وفي نصف الكرة الأرضية الشمالي، يدور إعصار النار عكس اتجاه عقارب الساعة؛ بينما يدور مع اتجاهها في نصف الكرة الجنوبي”.
وأبان أنه “عادةً لا يزيد قُطر إعصار النار عن بضعة أمتار، ويرتفع من بضعة أمتار إلى نحو 60م، وفي ظروف خاصة قد يصل ارتفاعه إلى 300م، كما حدث في حريق كاليفورنيا عام 2018؛ حيث سجلت سرعة الدوران نحو 265 كم في الساعة، ودرجة الحرارة نحو 1480 درجة مئوية”.
واختتم “المسند” مؤكدًا أن “هذه الظاهرة الطبيعية النادرة تعكس قوة وإبداع صنع الله تعالى، الذي سخّر الطبيعة لتكون جنديًّا من جنوده إذا شاء الجبار”.