تراجعت الأسهم والسندات في آسيا بعد صدور بيانات الوظائف الأمريكية التي جاءت أقوى من المتوقع يوم الجمعة، بينما قفز النفط إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر مع فرض الولايات المتحدة موجة جديدة من العقوبات على روسيا، ما يهدد بتقليص الإمدادات.
انخفض مؤشر “إم إس سي آي” (MSCI) لأسهم المنطقة للجلسة الرابع على التوالي، حيث أضعفت أرقام التوظيف الأمريكية الرهانات على مزيد من خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. وتشير العقود الآجلة للأسهم الأمريكية إلى مزيد من الخسائر في “وول ستريت” بعد تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.5% يوم الجمعة. الأسواق اليابانية مغلقة بسبب عطلة، مما يعني غياب التداول على السندات الأمريكية في آسيا.
وقالت لين سونغ، كبيرة اقتصاديي منطقة الصين الكبرى في “آي إن جي بنك”: “الضغط التنازلي في الأسواق الآسيوية مرتبط ببيانات التوظيف الأمريكية يوم الجمعة. التطورات المتشددة الناجمة عن البيانات تضيف ضغوطاً إضافية على الأسواق الناشئة، حيث تحولت التوقعات من ثلاثة أو أربعة تخفيضات للفائدة قبل فوز ترمب في الانتخابات إلى تخفيض واحد فقط الآن”.
ارتفع خام برنت فوق 81 دولاراً للبرميل خلال ساعات التداول الآسيوية، بعد قفزة قاربت 4% يوم الجمعة. جاء ذلك عقب فرض الولايات المتحدة عقوبات هي الأكثر صرامة حتى الآن على صناعة النفط الروسية، استهدفت من خلالها شركتين كبيرتين للتصدير، وشركات تأمين، وأكثر من 150 ناقلة نفط.
الارتفاع الحاد في أسعار النفط قد يضيف تحدياً إضافياً للبنوك المركزية، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي، إذا أدى إلى تضخم أكثر استمراراً.
السندات الأسترالية والنيوزيلندية تتراجع والدولار يتأرجح
شهدت السندات الأسترالية والنيوزيلندية تراجعاً مع بداية التداول، متأثرة بانخفاض سندات الخزانة الأمريكية الأسبوع الماضي. ارتفعت عوائد السندات الأسترالية لأجل 10 سنوات بمقدار 11 نقطة أساس لتصل إلى 4.66%. وكانت السندات السيادية الأمريكية قد تراجعت يوم الجمعة بعد صدور بيانات التوظيف لشهر ديسمبر، مما دفع عوائد السندات لأجل 30 عاماً لتتجاوز 5% لأول مرة منذ أكثر من عام.
في أسواق العملات، كان أداء الدولار متبايناً في آسيا بعد قفزته يوم الجمعة إثر بيانات التوظيف. واستقر مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري دون تغيير يُذكر، محافظاً على قربه من أعلى مستوى له في عامين.
في الصين، كثف بنك الشعب الصيني اليوم الاثنين دعمه لليوان بعد أن اقتربت العملة من أدنى مستوياتها القياسية أمام الدولار في التداولات الخارجية. جاء ذلك من خلال إصدار تحذيرات وإجراء تعديلات على قيود رأس المال.
وأوضح بنك الشعب الصيني، بالتعاون مع الجهات التنظيمية الأخرى، أنه سيعمل على تعزيز إدارة سوق الصرف الأجنبي، والتعامل مع أي سلوكيات قد تؤدي إلى اضطراب النظام السوقي، ومنع مخاطر انخفاض قيمة اليوان بشكل مفرط. وأضاف البنك في بيان أن بكين ستضمن استقرار العملة عند مستويات معقولة.
الأسهم الصينية تواصل التراجع رغم تسجيل الصادرات رقماً قياسياً
واصلت الأسهم الصينية خسائرها اليوم الإثنين، رغم إعلان بيانات تفيد بأن الصادرات سجلت مستوى قياسياً العام الماضي. ووفقاً لتقرير بثه تلفزيون الصين المركزي مستنداً إلى بيانات الجمارك، ارتفعت الصادرات بنسبة 7.1% لتصل إلى 25.5 تريليون يوان (3.5 تريليون دولار) في 2024.
في الولايات المتحدة، يترقب المتداولون صدور بيانات التضخم يوم الأربعاء كأحد المؤشرات الرئيسية التالية. كما سيراقب المستثمرون توقعات التضخم لمدة عام من الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك المقررة يوم الإثنين، بالإضافة إلى بيانات أسعار المنتجين يوم الثلاثاء، وطلبات إعانة البطالة يوم الخميس.
تخلّى “بنك أوف أمريكا” عن توقعاته السابقة لخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية مرتين هذا العام، مشيراً الآن إلى أنه لا يتوقع أي تخفيضات، مع احتمال أن يكون التحرك التالي رفعاً للفائدة. في المقابل، توقعت “غولدمان ساكس” خفضين لأسعار الفائدة هذا العام بدلاً من ثلاثة كما كانت تتوقع سابقاً.