في أجواء مفعمة بالروحانية والتقديس، تتواصل الاستعدادات بنشاط وحيوية في محافظة كربلاء المقدسة، حيث يتهيأ الأهالي والزائرون لإحياء مراسم ركضة طويريج العريقة، وذلك بعد أداء صلاة الظهر في هذا اليوم المبارك من السبت، فإن الحشود المؤمنة تواصل تدفقها نحو أرض كربلاء، مهد الشهادة والفداء، لتجديد العهد والولاء لمراسم زيارة عاشوراء، وللمشاركة بقلوب خاشعة ونفوس متعطشة في موكب عزاء ركضة طويريج، تلك الشعيرة الدينية الجليلة التي يحرص على إحيائها أتباع أهل البيت ومحبوهم بكل معاني الإخلاص والتفاني، في كل عام، حين يحل العاشر من محرم الحرام.
رحلة روحية نحو الأضرحة المقدسة
تنطلق ركضة طويريج، حيث أن أخبار الطقس الديني مهيب، من قنطرة السلام العريقة، التي تقف شامخة على أطراف قضاء الهندية، تمتد هذه الركضة الروحية عبر مسار يشق طريقه لمسافة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة كيلومترات، في مسيرة إيمانية تحفها العزيمة والتقوى، يسير المشاركون بخطى متحدة وقلوب متآلفة، متجهين نحو الأضرحة المقدسة، حيث ينتهي المسار بوصولهم إلى مراقد النور والبركة، معبرين عن عمق الارتباط الروحي والتاريخي الذي يجمعهم بتلك الأماكن المباركة.
الاستعدادات لأماكن ركضة طويريج
في يوم العاشر من محرم، يوم يعتبره المؤمنون من أيام الحزن والتأمل، تجري الاستعدادات لأماكن ركضة طويريج بخطوات محددة ومتسلسلة:
- التجمع الروحي: بعد أداء صلاة الظهر، يبدأ المعزون المشاركون في التجمع بقلوب مفعمة بالإيمان والتعاطف.
- الانطلاق الماراثوني: يشرع المعزون في طقس ماراثوني مهيب، ينطلقون بخطى واثقة نحو مرقد سيد الشهداء.
- الزيارة المقدسة: يقصد المشاركون مرقد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)، حاملين مشاعر الحب والولاء.
- النداءات العاطفية: تتعالى الشعارات والهتافات التي تعبر عن الحب والولاء، وذلك في أجواء تسودها السكينة والتقدير.
- الذكرى الأليمة: يتم إحياء الذكرى الحزينة لمصاب يوم الطف، الذي وقع في العام الواحد والستين للهجرة، بطقوس تعكس العمق الروحي لهذا اليوم.
- تتم هذه الفعاليات في إطار من الخشوع والتفاني، معبرة عن الإخلاص العميق لأتباع أهل البيت ومحبيهم، الذين يجددون العهد سنويا بهذه الطقوس الدينية العظيمة.
